جربتُ ممارسة المنطق البسيط للحياة في جوارهم، ووجدت أنه محفز، لأني لا أستطيع أن أطبقه في مكاني الأساسي.. في جوارهم كنت أفيق في موعدي المعتاد لأقود مركبتي إلى المكان المقصود.. وهناك اختلط بكثير من البشر، خير وشر، وجوه جديدة، لا أعرفها.. في الغالب أجانب لا تفارق البسمة محياهم، بينما نحن «غير الأجانب» في مكان نفتقد لثقافة الابتسام في وجه من لا نعرف، مع أن ديننا الجميل يحثنا على البشاشة، كنت أراهم يتحلون ببعض أخلاق ديننا أكثر منا! عدت إلى مكاني، ويلزم علي أن أتقبل الوضع بكامل تفاصيله، استيقظت في اليوم التالي من وصولي، فلم أجد مفتاح مركبتي، تذكرت أنه ليس معي، بل بحوزة السائق! ركبت العربة التي نسيت أجزاءها، بعد أن تغيرت علي كثيرا، وجدت نفسي مع رجل لا يعرف اختياراتي، ثرثرته المتواصلة شتت أفكاري، لم أعد أعرف هل نحن في الشمال أم متجهون إلى الجنوب.. فعلا هي ليست لي.. هي مركبته وأنا مجرد راكبة، للأسف كيف تحولت بين عشية وضحاها من مخيرة إلى مسيرة «مع الخيل يا شقرا». ضقت قليلا، طلبت من السائق التوجه إلى البحر.. أريد أن أتنفس، وبعد نقاش مع السائق (الذي يبدو أنه محرم) وصلت إلى الموقع الذي أريد، جلست لأتأمل البحر، إلا أن هدوئي لم يستمر طويلا، بعد أن فوجئت بشلة قطعت حبل أفكاري، وفي غمرة انزعاجي أتتني امرأة عرفتها من زيها، رغم أني لم أرَ وجهها المغطى، حاولت مساعدتي ضد أولئك العابثين، نظرت في عينيها وإذا بها تهمس «يا أختي عيب عليك غطي وجهك»، رغم أني أغطي جميع جسدي وشعري.. للأسف مكاني حال بيني وبين اختياراتي.. غادرت البحر، ولكن أين المفر؟