لم يجئ اختيار الرئيس المنتخب ترمب للجنرال المتقاعد جيمس ماتيس الذي قدمه بوصف «الكلب المسعور» لوزارة الدفاع من فراغ، فتاريخ ماتيس مليء بالتجارب والخبرات التراكمية في مكافحة الإرهاب وإيران، ويعتقد الخبراء أن اختيار ماتيس كرئيس للبنتاغون يرتبط بشكل وثيق بموقف الرئيس الجديد من الاتفاق النووي الإيراني الذي وعد بتمزيقه فاختاره لهذا الجنرال لمواقفه المعادية لإيران. وزيرالدفاع الجديد يعرف المنطقة جيدا فقد أشرف لعدة سنوات على جهود الحرب الأمريكية في الشرق الأوسط، وترأس كتيبة قوات مشاة البحرية «مارينز» خلال حرب الخليج الأولى، وفرقة تابعة لقوات المارينز خلال غزو العراق في 2003، وفي 2010 رشح رئيسا للقيادة الأمريكية العسكرية الوسطى، ومنحه ذلك سلطة على القوات في العراق، إذ ساعد على وضع مقاربة ضد التمرد قبل أن يشرف على الانسحاب الأمريكي من العراق، وكذلك في أفغانستان، إذ نفذ عملية زيادة لعديد القوات، كما منحه ذلك مسؤولية على منطقة تشمل سورية واليمن وإيران. وحصل ماتيس على لقب «الكلب المسعور» بسبب مشيته المختالة التي اكتسبها في المعارك التي شارك فيها، ولغته الفظة التي يشتهر بها عناصر قوات المارينز، ونقل عنه قوله «كن مؤدبا، كن مهنيا، ولكن لتكن لديك خطة لتقتل جميع من تقابلهم». إذن خبير الساحة العراقية والعارف بأدق تفاصيلها يأتي اليوم وزيرا للدفاع لمواجهة إيران التي تتخذ من العراق مقرا لها فهو يصف إيران بالتهديد الأخطر لاستقرار وسلام الشرق الأوسط،. وكان من أشد المعارضين للاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة أوباما مع طهران، كما انتقد بشدة موقف الإدارة الأمريكية التي عجزت عن ردع إيران ومنعها من دعم النظام السوري بالسلاح والعتاد والرجال، وتهريبها الأسلحة للميليشيات في اليمن. إيران ولدى إعلان ترمب تعيين ماتيس وزيرا للدفاع جن جنونها وباتت تتحرك وتطلق التصريحات الهستيرية دون أن تتحدث صراحة عن وزير الدفاع الأمريكي الجديد، لأن التعيين أفزعها فماتيس يكن العداء لإيران ولوجودها في المنطقة ويعتبرها المسؤولة الأولى عن الإرهاب في الشرق الأوسط. المراقبون يرون أن ترمب كان موفقا بتعيينه ماتيس وزيرا للدفاع، لأن هذا التعيين يتسق مع وعوده بتمزيق الاتفاق النووي الإيراني وتقليم أظافر إيران وإخراجها من العراق وسورية وهو الأمر الذي يؤكد أن برنامج الرئيس المنتخب الانتخابي لم يكن لغايات الحملة الانتخابية، بل بدا تنفيذه على الأرض.