يعد اختيار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للجنرال جيمس ماتيس وزيرا للدفاع، إيذانا بعودة الخطاب التصعيدي الأميركي في العالم، فالجنرال الذي سماه ترامب "ذا ماد دوغ"، مولع بالحروب، وأثار كثيرا من الجدل خلال مسيرته المهنية. ولن يجد ماتيس القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية الوسطى أي معارضة في الكونغرس من أجل تمرير تعيينه، حيث يحظى بشعبية كبيرة في الأوساط السياسية وأيضا داخل الجيش، لكن على الكونغرس أيضا أن يتنازل عن قانون ينص على ضرورة مرور 7 سنوات من التقاعد من الجيش قبل شغل منصب وزير الدفاع. ويعرف عن ماتيس مناهضته لإيران، وخاصة الاتفاق النووي، وقد اختلف مع الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما بشأن إيران وسحب القوات الأميركية من المناطق التي كان مسؤولا عنها، وهو الخلاف الذي أزعج أوباما ودفعه للتخلي عنه. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إدارة أوباما لم تضع ثقة كبيرة في ماتيس، لأنها كانت تنظر إليه كشخص متحمس جدا لمواجهة عسكرية مع إيران. وبالتالي يرى مراقبون إن ماتيس هو الاختيار الأمثل لترامب من أجل الضغط على إيران، فالجنرال يشارك الرئيس الجديد الموقف ذاته من ضرورة إعادة النظر في الاتفاق النووي الإيراني، وما يحمله من ضمانات حقيقية للولايات المتحدة. وتشديدا على موقفه، حدد ماتيس خمسة تهديدات إيرانية لأمن وتوازن منطقة الشرق الأوسط، أبرزها رعاية الإرهاب والتدخل العسكري في العراق وسوريا ولبنان، والتهديد المباشر لأمن الخليج العربي، ومحاولاتها إشعال الموقف في اليمن. وبالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي، يشاع عن ماتيس دعمه حل الدولتين، وأنه من أبرز معارضي الاستيطان باعتبارها تضر باحتمالات السلام. وانضم ماتيس إلى قوات المارينز، في التاسعة عشر من عمره، وقاتل في ثلاث حروب. وعُين رئيسا لقيادة القوات المشتركة الأميركية عام 2007، وتولى مسؤولية تحول القيادة العليا لحلف شمال الأطلسي. ورقي ماتيس إلى رئاسة القيادة الوسطى الأميركية المعنية بالشرق الأوسط عام 2010، وأشرف على حربي العراق وأفغانستان، قبل أن يحال إلى التقاعد في مارس 2013.