كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أمس (الثلاثاء) عن تحقيق تجريه وزارة العدل الأمريكية، في ما إذا كانت الشركة الأمريكية «سيبورد» ومقرها كنساس، قد حاولت شراء قمح من شركات مرتبطة برجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين الذي يعتبر زعيم مافيا ل"حزب الله" وأسرته في السنوات التي تلت إدراجه وشقيقيه علي وحسين، على القائمة السوداء للإرهاب عامي 2009 و2010. وأفادت ال «وول ستريت» في تقريرها أن تاج الدين، أقام مع شقيقيه شبكة عالمية من شركات تجارة المواد الغذائية والعقارات في لبنان، بعد إدراج أسرة تاج الدين على لائحة الإرهاب، وفيما كان المحققون الأمريكيون يبحثون عن الشركات الأمريكية التي تعمل بأسماء وهمية مع أسرته، ظهر أول دليل على تعامل مع شركات تاج الدين عام 2012. ولفتت إلى أنه بعد لقاء بين رجل وصفه المحققون ب«الممول والمتورط بعمليات غسل أموال لمصلحة حزب الله» ومسؤول تنفيذي في الشركة الأمريكية في فندق في نيويورك، يعتقد المحققون أن الرجلين ناقشا إمكانية استخدام وسيط لإخفاء تعاملات تجارية مع شركات أمريكية تعاملت مع شركات تاج الدين. ونقلاً عن موظفيْن عملا سابقا في إحدى شركات تجارة السلع في أفريقيا وشخص مطلع على الترتيبات السرية والأسرة اللبنانية، فإن الشركة الأمريكية عقدت صفقات تجارية مع مجموعة لأسرة تاج الدين تدعى «كونغو فيوتشر». وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد صنفتها كواجهة ل"حزب الله"، وقالت إن قيمة صفقاتها بلغت ملايين الدولارات سنويا. وقد استمرت هذه العلاقة حتى عام 2014 على الأقل. ورغم نفي الشركة الأمريكية تعاملها مع أسرة تاج الدين، إلا أن شكوكا إضافية تحوم حولها في ظل إدارتها المشتركة لمطحنة دقيق في غامبيا مع اللبناني محمد بزي، الذي بدأ العمل بتجارة السيارات مع رجلين أدرجا على القائمة السوداء الأمريكية لدورهما في عمليات تهريب أموال إلى" حزب الله"، وقد أسهم بزي أيضا في تأسيس بنك في غامبيا يعتبر واجهة ل"حزب الله". وتتهم الولاياتالمتحدة هذا البنك بأنه متورط في غسيل الأموال لمصلحة حزب الله. ووفقا للصحيفة، فإن تاج الدين وأسرته بعد إدراجهم على قائمة الإرهاب أخفوا علاقاتهم وأسسوا شركات مثل إنترناشيونال كروس في دولة الإماراتالمتحدة، وكذلك شركة غروف للخدمات. يذكر أن الخارجية الأمريكية وضعت "حزب الله " على لائحة الإرهاب منذ عام 1995 واتهمته بالاتجار بالمخدرات في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط.