مبادر وطموح وحريص على كسب ثقة العميل حتى لو كان ذلك على حساب مشاغله واهتماماته، ولهذا لم يكن مستغربا أن يطلق عليه المهتمون بأسرار صناعة الأقمشة لقب «عراب الجودة»، المعروف بروحه المتوثبة ورغبته المستمرة في الارتقاء بالصناعة والتصدي للغشاشين الذين دأبوا على الإساءة للسوق. ولم يتوقع الشاب وليد العماري صاحب محلات العماري للأقمشة وعضو لجنة شباب الأعمال في غرفة تجارة وصناعة جدة أن يكون يوما مستشارا في مجال اختيار الأقمشة، بل ومرجعا في هذا المجال، بعد أن أنشأ موقعا خاصا يعرض فيه أهم خطوط الموضة في أقمشة العبايات على وجه الخصوص، ليصبح اليوم «العماري مستشارك لاختيار الأقمشة». وتبدأ قصة العماري مع الأقمشة، بعد عودته من الدراسة في أمريكا، إثر تخرجه من الثانوية، إذ لازم والده قبل وفاته في تجارة أقمشة العبايات، يقول: «تعلمت من والدي -الذي بدأ تجارته برأس مال لا يتجاوز 40 ألف ريال قبل 50 عاما- أن الاحتيال ليس شطارة، والكسب الحرام ليس تجارة، فالمكسب الأول هو كسب ثقة العميل قبل المال. ولإيمانه بمبدأ والده، حرص العماري عبر تطبيق سناب شات على تقديم خدمة توعوية مجانية للاستشارات عن اختيار الأقمشة، فذاع صيته بين المشاغل والمحلات التي تبحث عن جودة الأقمشة المحلية واليابانية، وبمرور الوقت أصبح لديه عملاء في جميع أنحاء المملكة، بل وتعدى ذلك إلى الدول العربية. ولا ينسى وليد أن الأصالة والتطور صنوان، نابعان من التمسك بالجذور، ولذا يرى أن منطقة البلد ستظل منبع تجارة الأقمشة وقلب جدة النابض، في ظل تميزها باعتدال الأسعار. وكأى شاب مثابر، لم تكن رحلة وليد مفروشة بالورود، إذ واجه تحديات عديدة، ومنها الملابس الجاهزة، قائلا: تأثرت تجارتنا لفترة بالجاهز، غير أن تميز الخامات لدينا، أنعش الإقبال على الأقمشة، خصوصا بعد تعاملنا مع مصانع يابانية وكورية جديدة، تمتلك ابتكارات وأفكارا مميزة، كانت الطريق الأقصر لجذب العملاء، الذين يتابعون جديدنا أولا بأول، في ظل اعتمادنا على وسائل الاتصال الحديثة، وبرامج التواصل الاجتماعي. ولا ينسى أن يعيد الفضل في نجاحه إلى والده، الذي نصحه بالصدق في تعاملاته، لكسب ثقة العميل، ناصحا الشباب راغبي الدخول في المشاريع الصغيرة بالتصدي لضعاف النفوس ممن يحاولون تصريف البضائع القديمة أو المغشوشة من خلال المبتدئين في هذه التجارة.