ليس لدينا طاقة في تحمل (بشائر) بعض المسؤولين فقد أرعبونا كثيرا. وآخر مسلسل الرعب إلماحة وزير البيئة والمياه والزراعة إلى إمكانية لجوء المملكة إلى استيراد المياه مستقبلا من الخارج. ومهما بعد الزمن أو قرب لم يكن من المفيد تسريب هذا الخوف من باب الحث على ترشيد المياه أو ضبط حسن استخدامها، فمن المعلوم أن حرب المياه سوف تحل في الزمن القادم، أي أنها توقعات وتكهنات لم تكشف بعد عن أنيابها، فلماذا نفتح فم الوحش ونحن لانزال نحفز الناس على التفاؤل في صياغة الرؤية والمضي فيها بروح متحفزة. وهذا الخوف المقدم كهدية من وزارة البيئة والمياه ليس له معنى أن يثار خاصة وأن لدينا بدائل عديدة لإبقاء البلد بعيدا عن هذه المخاوف (على الأقل في الوقت المتوسط) وإلا ماذا يعني الإعلان عن أن حجم الاستثمارات في المياه يقدر بنحو 90 مليار ريال، ووجود أكثر من 520 سدا للمياه بالمملكة ولدينا بحران عظيمان يضاف لهما المياه الجوفية وأن 90 مليارا سوف تستثمرها الوزارة من أجل مضاعفة المياه المحلاة خلال ال15 عاما المقبلة... الدنيا بخير يا معالي الوزير، فلماذا ترعبنا؟ بجملة قصيرة وتمدها على مسافة الزمن القادم القريب.. ولو تم التأكيد على خطط الترشيد لكان قولك محل تقدير وتحفيز وتوجيه بعدم الهدر لهذه الثروة المائية من غير الحاجة إلى قرصة الأذن التي تمثل عقوبة ليس وقتها.. نعلم تماما أننا مهددون (كبقية العالم) بانهيارات متوالية لأسعار النفط، وأن الدولة تعمل على عدة محاور لإحداث تغيرات اقتصادية تستهدف إحياء أوردة كل قنواتها من أجل خلق موارد من شأنها تعددية مصادر الدخل.. ونعلم أيضا أن الدولة تسعى جاهدة من أجل الخروج من النظام الريعي الى إشراك القطاع الخاص في تقديم الخدمات وامتصاص القدرات البشرية العاطلة وفتح مجالات الاستثمار من خلال خصخصة كثير من الشركات الحكومية.. وكل هذه الأماني بحاجة إلى أفق التفاؤل وليس الإحباط. فإذا كانت (البشائر) قد حان وقتها فلنطلق ألسنتنا بالتحذيرات، أما إذا كانت لاتزال بعيدة بعض الشيء فيمكن الاستفادة من الوقت لكي ننطلق بجدية نحو الرؤية المستقبلية بعزيمة متفائلة وليس خورا يفقدنا عزيمة الصعود للأعلى..