في جلسة قضائية لرأب الصدع في خلاف زوجين أمام لجنة الصلح في محكمة، وافقت «أم سلطان» على العودة إلى بيت الزوجية وطفليها لكنها اشترطت على زوجها أن يشتري لها ولنفسه «دبلتين». حجتها في ذلك أنهما لم يلبسا دبلة الزواج عند مراسم الخطوبة. وافق الزوج على طلب زوجته العائدة، وطويت بذلك خلافات امتدت لثلاثة أشهر. ولم تكن أم سلطان غير واحدة من السعوديات اللائي يلاحقن الموضة والموديلات مثل دبل الخطوبة والزواج. تسجل الفتيات السعوديات طلبات متزايدة في اقتناء وشراء الدبل عند عقد القران أو الزواج، في حين لا يزال السعوديون الأقل اهتماما بشراء أو اقتنائها. وفي مجتمع محافظ كالمجتمع السعودي توصف دبلة الخطوبة التي يسميها البعض «محبس الخطوبة» بأنها ذات معنى إنساني بين الزوجين يخضع للعادات والتقاليد. في رأي فيصل علي (28 عاما)، لبس الدبلة ثقافة لا يألفها مجتمعنا، فيما يتساءل محسن حسن (47 عاما) ضاحكا: ماذا يفعل من هو مثلي متزوج من اثنتين؟! ويعلق تاجر الذهب والمجوهرات أحمد العماري بقوله إن مبيعات الدِّبَل تقفز إلى 20% من حجم مبيعات الذهب في مواسم الأفراح وأن السعوديات يحرصن على شرائها وتتراوح أسعارها من 500 ريال وصولا إلى 20 ألف ريال، مثل المرصعة بالألماس، ويحرص بعض العرسان على كتابة أسماء أو تاريخ الزواج على الدبل. وتختار والدة العروس غالبا شراء الدبل بحضور ابنتها، وعند غير السعوديين يكون الاختيار مشتركا بين العروسين وهم الأكثر إقبالا على شراء الدبل. من جانبه، يقول المسؤول في معرض للذهب والمجوهرات فهد الحربي إن لدبل الخطوبة موديلات كثيرة موسمية وتنشط مبيعاتها في مواسم الأفراح ويكتفي عادة الرجال بشراء دبل من الفضة. وعلقت استشاري العلاقات الأسرية الدكتور نادية نصير بأن دبلة الزواج أو الخطوبة لها دلالة ومعنى ولا تخرج عن أنها تقليد اجتماعي، «العرسان السعوديون لا يحرصون على لبس الدبلة، إنهم يحبون الحرية ويهربون من القيود»، وتضيف أن المرأة تمنح دبلة الخطوبة قيمة معنوية شأنها شأن قيمة الذكريات، والمواقف، والهدايا، خلاف الرجل. وأظهر إحصاء أن عدد وقائع الزواج المسجلة خلال العام بلغت نحو 133 ألفاً يشكل غير السعوديين منها 20%.