يقول الشيخ محمد متولى الشعراوي «الثائر الحق هو الثائر الذي يثور ليهدم الفساد، ثم يهدأ ليبني الأمجاد،.. لم يبق الكثير على إصدار التقرير السنوي لمنظمة الشفافية العالمية المعنية بمكافحة الفساد لعام 2016 والتي تتخذ من ألمانيا مقرا لها، إذ حلت السعودية في المرتبة 48 في التقرير السنوي للعام السابق. لست متفائلا هذا العام، ولكن أتمنى أن يكون لنا نصيب في المستويات المتقدمة مع الدول الاقل فسادا. عندما اُنشئت هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) استبشر الموطنون خيرا وكان الخوف يتمثل في أن لا تقوم الهيئة بالمهام المناطة بها مما قد يفقد المواطن ثقته فيها حتى أصبح هذا الخوف واقعا ملموسا, لذلك تكمن الصعوبة الآن في إعادة الثقة بين المواطن وهذه الهيئة، لأن إعادة الثقة بعد الخذلان أصعب من كسبها منذ البداية. و بعد أكثر من ست سنوات مازال السؤال الذي يدور بخلد معظمنا إلى الآن ماهي مسؤوليات هيئة مكافحة الفساد؟! ماهي إنجازاتها في الأعوام السابقة ؟ هذه التساؤلات لها أسباب، ومن أهمها، هو كلما طفت قضية فساد على السطح و أصبحت قضية رأي عام، خرجت نزاهة بكل برود لتقول لنا سوف نحقق في الموضوع مجاملة لكم، لأن قضايا الفساد ليست من اختصاصنا وإنما من اختصاص جهات حكومية أخرى! لذلك علينا أن نقدم لها الشكر على قيامها بأدوار ليست من صميم عملها!. أصبحت هيئة مكافحة الفساد من وجهه الكثيرين عبئا و كلفة على الدولة من حيث دخولها ضمن الميزانية العامة، فخلال كل هذه السنوات كانت إنجازاتها خجولة لم ترتق إلى طموح المواطنين الذين لم يدخروا جهدا و وفروا على هذه الهيئة عناء البحث واضطلعوا بدور الهيئة من حيث الكشف عن الفاسدين و مدللين على فسادهم بالبراهين عرفت منظمة الشفافية الدولية الفساد على أنه «كل عمل يتضمن سوء استخدام المنصب العام لتحقيق مصلحة ذاتية خاصة لنفسه أو جماعته». معاذ الله أني قصدت بنقل هذا التعريف ابن الوزير أو قيام التنفيذيين في الجامعات بتعيين أقربائهم.