بعد تأخره ما يزيد على النصف ساعة تململ الحضور، إذ كادت تعنون الحلقة ب«حضور دون محاضر»، دخل الدكتور عادل الزهراني إلى مقر الندوة مع مدير الحلقة النقدية الدكتور محمد ربيع، ليبدأ الحديث حول ورقته النقدية «في مفهوم الكتابة من النقش إلى النقر»، التي وصفها بأفكار عامة أكثر من كونها ورقة متكاملة، وأن أبعادها تشغل فكره حالياً، وما سيؤول إليه الوضع في مرحلة ما بعد الحداثة لما ستضيفه التكنولوجيا، خصوصا في عالم الثقافة. وأوضح الزهراني أن اهتمامه بموضوع الكتابة في عصر التقنية بدأ بعدما طرح عليه أحد الصحفيين سؤالاً حول «قصيدة البيت الواحد وفقاً للمساحة المحددة التي يوفرها تويتر، وهل نحن نواجه جنسا أدبيا جديدا يسمى قصيدة البيت الواحد»، فعلق في ذهنه وسط مجموعة من الأفكار، متسائلا إن كان التاريخ سيبدأ في تدوين كيف أصبح الإنسان يعامل الكتابة بشكل بشكل دوني، وقد كانت «وسيلة لإثبات وجود الإنسان منذ أن بدأ بالنقش على الحجر». وتحدث عن الكتابة كدال ومدلول، وعن كتب علم اللغة، مستذكراً كتاب «الكتابة والاختلاف» لجاك دريدا ومفهومه الخاص عن الكتابة، وانتقل إلى الأدب الذي ينتجه العصر الحالي على وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات وغرف المحادثات وفقاً لظروف محدودة، وهل يمكن أن يعد ما يكتب فيها نوعا من الكتابة وفقاً للتعريف الواعي الناضج الذي تم ذكره. ومع بدء المداخلات أوضحت الدكتورة فاطمة باعثمان إعجابها بما طرحه الزهراني في ورقته لاهتمامها بالجانب التقني ولإثارته عددا من الأسئلة حول ذلك، بينما رأى الدكتور يوسف العارف أن صفحات الورقة النقدية الأربع كانت فقط خط البداية، فلم تصل بقرائها إلى العمق ولا إلى إجابة، وبأنه انتظر من الباحث إجابة على السؤال المحوري الذي طرحه في ثنايا الورقة. الدكتورة لمياء باعشن، التي وصفت نفسها بغير المتخصصة، اعتبرت الورقة انحيازية، متسائلة عن هدفها، وهل مقدمها يريد طرح تاريخ الكتابة الذي يعلمه أغلب الموجودين. وتطرق علي الشدوي إلى تعريف الكتابة لغوياً وإلقاء الضوء على بضعة جوانب منها.