في حضور خجول لم يكن متوقعا، انطلقت أولى ليالي الرواية السعودية بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض أمس (الإثنين). وفي مستهلها، وصف الشاعر سعد البواردي الرواية بأنها أم الكتابة الفاعلة لا المفتعلة، مؤكداً على أن الرواية تعتبر منتجاً حقيقياً تعبر عن نفسها ضمن سياق إبداعي مهم. خصص الملتقى لليلة الأولى ثلاث جلسات تباعا؛ بداية بندوة حول (الرواية السعودية واقعها واستشراف مستقبلها) شارك فيها ثلاثة من المتخصصين في دراسة الرواية وثلاثة روائيين؛ وهم الدكتور صالح زياد الغامدي والدكتورسلطان القحطاني والدكتور خالد الرافعي والروائي علي الشدوي ويوسف المحيميد وأحمد الدويحي، فيما أدار الجلسة الأولى محمد المزيني، وشن الروائيون تباعاً نقداً لاذعا للرواية وجلدا لها متجاوزين الجانب المشرق، كما وصفه المزيني، وأشار إلى أن الرواية دوماً ما كانت ضد الواقع وضد الأيدولوجيا وضد السلطة، إذ إن الرواية -كما يصف- لا تجامل واقعها، مؤكدا أن «الرواية فعل إبداعي مفتوح على التغير، فالرواية هي فلسفة الحياة واستشراف المستقبل، فقد أوحت ل(كافكا) عندما خرج من مرض السل وذهب لأخته ليعيش فترة نقاهة حتى يتشافى، إذ إنه قرأ الفلسفة والرواية حتى تعافى. فيما شدد الدويحي على أن الرواية يجب أن تكون ضمن مقومات خاصة تكثر فيها الظروف الخبرية أكثر من السردية، فيما أرجع الرواية السعودية إلى الحجاز وبيئتها المدنية.وانطلق الروائي خالد الرفاعي بحديثه برسالة استفزازية -كما يقول- للواقفين على التجربة الروائية، يقول «أنطلق اليوم من جملة من السمات والخصائص على النص، قبل أن نطلق عليه سرداً روائياً، يفتقد الروائيون إلى السؤال لماذا أكتب؟ ما الذي أريد أن أوصله للعالم من خلال روايتي» مستشهداً بتجربة نجيب محفوظ، إذ كان يخضع تجربته الروائية للسؤال الدائم، وأعلن الرفاعي بعد ذلك عن سلسلة مقالات سيبدأها الأسبوع القادم في صحيفة (الجزيرة) يخصصها للحديث عن ضعف الرواية السعودية!، فيما ذهب القحطاني إلى أن الكشف عن حقيقة الرواية، فبدأ الخلط كما يرى بين القصة والقصة القصيرة والرواية، معزياً ذلك إلى أن الرواية تستوعب كل شيء وميزتها في بنائها يقول «مرت الرواية اليوم بالكثير من المسائل التي أضعفتها حتى من ناحية الغلاف الذي يعكس تماماً ما تحويه الرواية» حيث أصبحت الرواية -على حسب رأيه- أشبه بالرواية التسويقية وبدأ الناشر يحتال على القارئ ذاكرا قصة الكاتب صالح المنصور -رحمه الله- الذي عاش وهو يقول بأنه سيكتب رواية.وكشف الروائي صالح الغامدي عزوف الشباب عن القراءة إلى ضعف الأعمال الروائية اليوم وضعف حركة النقد، ويقول «الروائيون اليوم لا يقبلون النقد ويغضبون منه والضعف الذي نشهده اليوم في اللغة والأسلوب» مشيراً بذلك إلى القص واللصق واللغة العامية التي بدأنا نقرأها في الروايات.تبع ذلك الجلسة الثانية، حيث قدم فيها ثلاثة روائيين تجاربهم وشهاداتهم في كتابة الرواية؛ وهم الروائي عبدالعزيز الصقعبي والروائية أمل شطا والروائي محمد العرفج، تبع ذلك حوار مفتوح ونقاش مع الجمهور حول الرواية السعودية وتجارب الروائيين بين الحضور والمتخصصين قدمها الدكتورصالح معيض الغامدي والدكتور إبراهيم الشتوي.