ليس غريباً أن يوجه الإرهابيون الحوثيون ومعهم ميليشيات المخلوع علي صالح صواريخهم الباليستية الإيرانية باتجاه بيت الله الحرام وقبلة المسلمين الركع السجود، فمن المعروف أن كعبة الحوثي الحقيقية هي «المال الإيراني»، وأن قبلته التي سعى لتدمير بلاده وتجويع شعبها من أجلها ليست «مكةالمكرمة» قبلة المسلمين في العالم أجمع، وإنما قبلة أخرى تقع شرق الخليج العربي اسمها كما ينطقها أسياده الفرس «تيهران». يقول المثل الشعبي الدارج المستمد من قصيدة بديوي الوقداني، رحمه الله، «القدم تتبع الرأس»، ومحاولة ذنب صعدة الاعتداء على أقدس بقاع الأرض هو استمرار لمحاولات الرأس الإيراني منذ ثمانينات القرن الماضي إراقة الدماء في الأراضي المقدسة وترويع ضيوف الرحمن.. نحن في السعودية ندرك ذلك جيدا وتعاملنا معه طوال عقود بحزم أحبط تحقيق أهداف مجانين دولة الملالي، حتى دعوا قبل شهرين شيعة العالم للحج إلى مراقد كربلاء والنجف بدلا من مكةالمكرمة، وهي الدعوة الثانية في التاريخ لصرف المسلمين عن الحج إلى بيت الله بعد دعوة القرامطة الذين قتلوا الحجاج وسرقوا الحجر الأسود ونقلوه إلى ديارهم عام 950م، لتصبح قبلة للناس وفق ما أملى عليهم جنونهم في ذلك العصر. قبل الذنب والرأس حاول جد الحوثي «أبرهة الحبشي» هدم بيت الله فأصبح عبرة على مر التاريخ وخلد القرآن «قصة خزيه» في سورة تروى إلى يوم القيامة.. آنذاك انطلق أبرهة من معبد بناه في اليمن لمشروع هلاكه، وما أشبه حفيده الحوثي به، إذ كشف اللواء أحمد عسيري المتحدث باسم تحالف الشرعية في اليمن الموقع الذي تتمركز فيه منصة الصواريخ التي أطلق منها الانقلابيون الصاروخ الباليستي تجاه مكةالمكرمة وهو أحد المساجد في صعدة، مشيراً إلى أن الحوثيين يحملون شعاراتهم «الموت لإسرائيل والموت لأمريكا»، بينما يستهدفون أطهر بقاع المسلمين. العالم الإسلامي بأجمعه من ماليزيا إلى المغرب يقف اليوم على حقيقة نظام إيران الفاشي بعد سقوط قناع «الإسلامية» الذي يدعيه باستهدافه قلب المسلمين النابض عن طريق ذنبه الرخيص في اليمن. احترق مسلسل الشعارات الدينية الزائفة التي تغطي مشروع الملالي الأسود ليظهر بكل وضوح أنه مشروع عرقي عنصري توسعي إجرامي لاعلاقة له بالإسلام إلا بالقدر الذي يمكن أن يستغله منه ليخدمه سياسيا، وهذا شيء جيد على المستوى العام ليستفيق من ضللتهم الدعاية الإيرانية الدينية طوال العقود الماضية. تحت راية التوحيد ستظل مكةالمكرمة بأمان إلى يوم القيامة، وسيهلك كل معتد أثيم، هذا أمر مفروغ منه، لكن الوقت حان الآن لقطع الذنب والرأس حسب الطريقة الإسلامية.