هناك أوجه شبه كثيرة بين نظام الملالي وصنمه خامنئي وصاحب الفيل أبرهة الحبشي الأشرم، فكلاهما يشكل لهما الحج مأساة كبرى وإشارة لزوال طغيانهما، فقبل حوالى 1500 عام بنى أبرهة الحبشي كنيسة في صنعاء لتكون بديلة عن البيت العتيق في مكة، وأراد من العرب أن يحجوا إليها بدلا من مكةالمكرمة ولكنهم لم يستجيبوا لرغبته فغضب وقرر أن يهدم الكعبة بفيله -وبقية القصة معروفة. القصة نفسها تتكرر في سياق مشابه، فمنذ عام 1979 وأئمة الصفويين والقرامطة الجدد ومعهم أتباعهم يذوبون كمدا مع كل موسم حج يفد فيه المسلمون من أصقاع الأرض إلى السعودية لأداء ركنهم الخامس.. فقد حاول خامنئي ومن قبله الخميني وعبر حوادث تفجير وتخريب متكررة شهد عليها العالم أجمع كلها تصب في محاولة استبدال الحج إلى مكة وكعبتها المشرفة والذهاب إلى السعودية ليتيمم شرقاً باتجاه إيران «قم» وخرافاتها المعممة..! وخامنئي امتلأ غيضاً وحقداً كما أبرهة، فكعبته خواء وحارت به الوسيلة وحاطت به الفشيلة فأصبح يدعو صراحة للإرهاب في الحج والتحريض عليه! وكما كان مع أبرهة سيكون مع خامنئي فللبيت رب يحميه، كما أن طير الأبابيل جاهز للإقلاع من الأرض أو من السماء! ولو كانت الأمور على أماني ملالي إيران لألغوا الركن الخامس في الإسلام لأسباب على رأسها أن هذا الركن يذكِّر خامنئي وأتباعه أن السعودية هي رائدة العالم الإسلامي بل قلب ولب الإسلام والمسلمين وإن رغمت أنوفهم.. وأن مكةالمكرمة والمدينة المنورة لايمكن أن تزحزهما من قلوب المسلمين أجمع مؤتمر في غروزني أو حج إلى قم! ورغم أن السعودية لا تستخدم الحج لأغراض سياسية إلا أن كمد الصفويين الإيرانيين وأتباعهم لا ولن ينتهي لأن الله أعلم حيث يجعل رسالته، وأراد لأهل هذه البلاد شعباً وحكومة خدمة الحرمين الشريفين والوافدين إلى المشاعر المقدسة.. ولذلك وبكل صفاقة وغباء يزداد نباح خامنئي ونظامه مع كل شعيرة تتجه فيها قلوب المسلمين إلى المشاعر المقدسة، ولا أعتقد أن تصريحاته الأخيرة ستمر على السياسي السعودي دون أن يؤدب إيران ويعطيها درساً آخر كما حدث مع حادثة حرق السفارة السعودية ويزيد من عزلتها ويكشف للعالم سياستها العدوانية! الحج شبح بغيض وكابوس مؤلم لخامنئي وأتباعه ولا يمكن لهم تحمّل مشاهدة الاقتدار العربي السعودي لحكومة وأهل هذه البلاد في حماية المشاعر المقدسة وشرف صيانتها وخدمتها والترحيب بضيوفها حتى أصبح موروثاً جينياً نتناسله منذ آلاف السنين.. وعلى هذا فهم يتميزون غيضاً الآن من إدارة السعودية بنجاح ودهاء للحج والأمن والحرب والاقتصاد والعلاقات الدولية في آن واحد ودون أن يهتز لقيادتها وشعبها شعرة واحدة! وبينما استنفد النظام الإيراني كل إمكاناته حتى أفقر شعبه لم يستخدم السعوديون سوى جزء بسيط من إمكاناتهم للوقوف كرأس حربة في حلق المشروع الإيراني الصفوي وبتر أيادي أتباعه في الخليج واليمن والشام وقريباً العراق بإذن الله. [email protected]