أذكر ذات مرة بأحد المطارات الأوروبية أن تقدمني رجل مسن ظريف في طابور وزن الحقائب وإصدار البوردنج باس، وكانت لديه بضع كيلوغرامات إضافية بحقيبته، لم يقبل الموظف التغاضي عنها وطلب منه دفع الغرامة، فما كان من الرجل إلا أن أشار للراكب الذي كان قبله والذي تحرك بعيدا عن الطابور قائلا: «هذه الخمسة كيلوجرامات التي تريد محاسبتي عليها يحملها الراكب السمين ذلك ثماني مرات على جسده، فإذا كنتم فعلا قلقين على سلامة الطائرة فيجب أن تزنوا كل شخص مع «عفشه» وتحددوا وزناً ثابتاً للاثنين لا يتعديانه، وبما أن من كان قبلي يزن هو وحقائبه أكثر بكثير مني أنا وحقيبتي، إذن لا يحق لكم مطالبتي بسنت واحد!» ضج المكان بالضحك وخاصة أن المتحدث فعلا كان رشيق البنية للغاية. ويبدو أن هذه النكتة تحولت إلى واقع، فقد قررت إحدى الخطوط البولونيزية وهي SAMOA فرض ضريبة سمنة سماها البعض fat tax على الركاب الأثقل وزنا، كما تتبع بعض خطوط الطيران طريقة لبقة أكثر فتجبر الركاب الأثقل أن يحجزوا مقعدين بدلا من واحد لضمان راحة الركاب الآخرين. وهناك خطوط توفر صفا من المقاعد الأكبر حجما بتعرفة إضافية. وقبل أسابيع ضجت وسائل التواصل بصور نشرها محامٍ إيطالي من رحلته على الخطوط الإماراتية التي قام بمقاضاتها لأنه أُجبر على تحمل الجلوس «محشوراً» بجانب راكب سمين، ونشر سيلفي تثبت وضعه غير المريح بالمقعد حيث «تدلت» شحوم الراكب الذي بجانبه عليه وعلى مساحته بالمقعد ما اضطره للوقوف أو الجلوس بمنطقة المضيفين لفترة طويلة من الرحلة التي استغرقت 9 ساعات من كيب تاون لدبي. ولكن الجدل القائم حول هذا الموضوع الحساس ينظر لوجهة نظر الطرفين، فالراكب السمين يشعر أنه يعاقب لسمنته مما يتعارض - كما يخاف البعض - مع حقوق الإنسان، بل إن البعض صنف السمنة كمرض وأعطى السمين حقاً للحماية وعدم التفرقة بناء على مرضه، بينما يقول الطرف الآخر من الرشيقين إنهم لا يجب أن يُجبروا على الجلوس بضيق وليس من العدل محاسبتهم على وزن حقائبهم كما يحاسب الأثقل وزنا من الركاب.