"أخيراً سأدخل إلى السوق من دون عائلة".. قالها محمد سالم، ذلك الشاب الأعزب بعد قرار السماح للشباب بدخول الأسواق.. محمد ظل سنوات طويلة وهو يبتكر الحيل من أجل الدخول للتسوق من المجمعات التجارية، أو حتى الاستمتاع بنزهة بريئة داخل أرجائها لقضاء بعض الوقت، نظراً لتشديد منع من لا يصطحبون عائلاتهم، فيما علق زميله في موقع "الاقتصادية" الإلكتروني على الموضوع نفسه قائلاً: "ما لنا غير نرجع نفحط في الشوارع وإلا نشيش في القهاوي". لكن هذا الشاب لم يتوقع المفاجأة أن هناك شريحة في المجتمع لا تزال تعارض دخوله إلى الأسواق التجارية بذريعة أنه "أعزب وقد يجر ذلك إلى الاختلاط، وحدوث المفاسد"، إلى جانب تلكؤ بعض إدارات الأسواق في تطبيق قرار السماح للشباب الأعزب بالدخول بحجة "تلافي حدوث فوضى ومشاكل"، فيما رد عليهم بقوله: "أين يذهب الشباب إذن"؟. يتذكر ذلك "الأعزب" بعض الطرق والحيل التي من خلالها استطاع الدخول إلى أسواق تجارية قبل قرار "عدم المنع"، حيث يشير إلى أنه في بعض الفترات يضطر إلى الكذب على حراس الأمن الموجودين على البوابات من خلال إيهامهم بأن عائلته داخل السوق وأنه يرغب في الدخول معهم. ومن ضمن القصص التي يتذكرها محمد هو دخوله من خلال أبواب الطوارئ الموجودة في بعض مواقف سيارات بعض الأسواق للولوج إلى الداخل، معتبراً أنه يضطر لفعل ذلك في بعض الفترات لشراء احتياجاته الضروروية، وفي أخرى للاستمتاع بالتجول. موضوع دخول العزاب إلى الأسواق التجارية كان شاغل المجتمع السعودي منذ وقت بعيد، وظلت هذه الفئة خارج أسوار تلك الأسواق دون وجود أي حلول تساعد على إيجاد أماكن بديلة لهم تساعدهم على قضاء أوقات ممتعة. تعليقات القراء حملت معها اختلافا في وجهات النظر بين من يؤيد دخول العزاب إلى الأسواق، وبين الرافض لتلك الفكرة مطلقاً، وفي الفريقين نصيبه من التشدد لرأيه، حيث يقول أحدهم: "من حق صاحب السوق التجارية منع الشباب من الدخول، كيف تطالبونه بالسماح لهؤلاء العزاب الذين يفسدون عليه أسواقه، وينفرون النساء منها، ألم يصدر قرار بتأنيث المحال النسائية، وإلا لا بد من فرض الاختلاط المشين على المجتمع السعودي المحافظ بالقوة". فيما قال آخر: "امنعوا الشباب الذي لا حاجة له أصلا من دخول الأسواق الخاصة بحاجات النساء والأطفال فقط، فلا لزوم لدخولهم"، وتعليقات أخرى الحل في مقاطعتها"، و"الحقيقة أن السيكيورتيه الفاسدين هم من يتحكمون فيمن يدخل السوق؟ يسمحون لمعارفهم وأصدقائهم؟.. رأيتهم يمنعون (شياب) من الدخول بدعوى أنهم عزاب ولم يأتوا مع عائلاتهم! وبالعربي الفصيح (حاميها حراميها) وشكرا. تعليق آخر حمل اقتراحا مضمونه: "نقترح تأنيث بعض المجمعات التجارية بالكامل لكي تأخذ النساء الراحة بالتنزه والتسوق. هنالك مجمع واحد نسائي في الربوة واحد فقط!"، رد عليه آخر بالقول: "تجب معاقبة من لم يطبق القرار بإغلاق سوقه حتى يكون عبرة للجميع"، فيما أبدى من رمز لاسمه ب"سهيل" امتعاضه، وقال: "ما ارتحنا من تصرفاتهم برا الأسواق، يسمحون لهم بدخول الأسواق، حسبي الله ونعم الوكيل". الغريب أن التعليقات على موقع "الاقتصادية" الإلكتروني لم تقتصر على فئة المعارضين والمؤيدين من المواطنين، بل تعدت ذلك إلى حارس الأمن وهو محمد عادل الذي علق بقوله: "أنا حارس أمن في مجمع (..) في الرياض حي العليا بصراحة من حق الشباب الدخول بس لا حد يلوم الحارس، وهو مأمور من قبل إدارة السوق والمشرفين". أضاف: "إحنا ما لنا دخل يعني لو جا لعندي شاب ويبي يدخل ويقول في قرار نزل في هذا الشأن، أقوله صح أنا معك بس معليش يا حبايبي إحنا ما ودنا نرد أي شاب وهذا أمر ولازم يتنفذ وحطوها في بالكم أن الحارس ما له أي ذنب إذا ترك الشباب يدخلون بتجي على رأسه ويخصمون عليه لأنه ما له علاقة روحو لإدارة السوق وبلغوها لاتجون للحارس لأنه ينفذ أوامر فقط وشكرا". البعض بدا من تعليقاته إعجابه بتجاهل بعض الأسواق لتطبيق قرار السماح للشباب بالدخول فتهكم على وضع العزاب بقوله: "أحسن يستاهلون وعقبال كل المجمعات 100 في المائة، وبعدين صاحب المجمع حر يمنع اللي يبي محد يقدر يفرض عليه قرارات هو رافضها مبدئيا.. وآخر "80 في المائة من المجمعات التجارية أو أكثر محال نسائية وشوله يدخلون العزاب.. إذا المحال نسائية روح شف (..) مول و(..) و(..) أغلبها محال نسائية". من رمز لاسمه ب "العلاء" قال: "لنقف وقفة تأمل... شبابنا تطاول باستهتاره بالأعراض، وهذا يرجع على ضعف الوازع الديني لديهم، وهذا أنا أحمله بنسبة 70 في المائة على العائلة و30 في المائة على الصروح التعليمية.. نداء لمؤسسات التعليم ورجال الأعمال ألم تتفاعلوا أو تتحسروا على أنه ليس هناك أي مشروع قمتم به يساعد الشباب على قضاء وقته أم أنتم فرحون بدخول شبابنا إلى المقاهي والخافي أعظم استثمروا في شبابنا واتقوا الله يا أصحاب المقدرة والمسؤولية". ختم آخرون بقولهم: "والله طفشونا كل شي عوائل، عوائل طيب وين نروح يعني؟!"، و"والله ما ندري حنا الشباب وين نروح صراحه"، رد عليه آخر: "أنا أشوف أنه من الصحيح أنهم يفصلون بين الشباب والعوائل".. و"مسخرة عدم دخول الشباب يعني حنا مو بشر؟!"، هذا التفاعل الذي حملته تعليقات موقع "الاقتصادية" الإلكتروني يعتبر جزءا من النقاش الدائر في المجتمع أساساً منذ زمن، ويبدو أنه سيستمر الجدل في نفس الموضوع إلى أن يتم التعود على دخول هذه الفئة إلى الأسواق مع تشديد الرقابة، وإيجاد متنفس لهم يساعدهم على قضاء وقتهم.