حذرت مؤسسة الحدود الإلكترونية من استهداف الناشطين السوريين من قِبل نسخة زائفة لموقع يوتيوب التابع لمحرك البحث الشهير غوغل، الذي يضع برمجيات خبيثة على حواسيب الأشخاص، الذين يتركون تعليقات على المقاطع التي تبث هناك. وقالت المؤسسة، وهي جماعة ضغط تعنى بحرية التعبير عبر الإنترنت، إن الموقع يتم استخدامه في مهاجمة الأشخاص الذين يشاهدون المقاطع التي تظهر الصراع الذي تشهده سوريا، وأنها قد تلتقط تفاصيل الدخول لحسابات غوغل الخاصة بالناشطين داخل البلاد وخارجها. كما حذرت المؤسسة من أن الموقع يقدم "تحديثاً" مزيفاً لبرنامج فلاش، الذي يستخدم على معظم الحواسيب لمشاهدة المحتوى المصور. وأشارت في هذا الصدد صحيفة الغارديان البريطانية إلى أن هذا الكشف جاء ليصعد الهجمات الإلكترونية التي يتم شنها على الناشطين السوريين المناهضين للحكومة، الذين يتم استهدافهم على نحو متزايد من خلال البرمجيات الخبيثة القادرة على التقاط تفاصيل كاميرات الويب، وإبطال برامج مكافحة الفيروسات، والتقاط كلمات المرور. كما حذرت المؤسسة في الأسبوع الماضي من أنها وجدت حالتين لبرمجيات خبيثة تدعم الحكومة السورية، يمكنها إما السيطرة على حاسوب أو مراقبة أي شيء يكتبه المستخدم بهدوء، وهي البرمجيات التي تُرسَل كروابط إلى مواقع في البريد الإلكتروني والدردشة. ووجدت المؤسسة أن تلك البرمجيات تعيد إرسال تفاصيل معينة إلى عنوان إلكتروني، مخصص لمؤسسة الاتصالات السورية، ما يعني أنه وعلى عكس الغالبية العظمى من البرمجيات التي يستخدمها المجرمون في العديد من النشاطات الاحتيالية، فإن تلك النوعية تتصل وتعود مرة أخرى إلى عنوان رسمي في داخل سوريا. وشددت المؤسسة في السياق عينه على ضرورة أن يقوم الأشخاص الذين قاموا أخيرًا بمشاهدة مثل هذه المقاطع المصورة بفحص الوضعية الأمنية لحسابات الخاصة على غوغل. وتابعت الصحيفة بقولها إن اليوتيوب المزور يستخدم النموذج نفسه، باعتباره النموذج الرسمي، بنص عربي، كما يتوقع المستخدمون السوريون. وفي الوقت الذي تحول فيه موقع اليوتيوب إلى واحد من أهم القنوات التي يرتكز عليها الناشطون السوريون في الحصول على الأخبار المتعلقة بالهجمات التي تنفذها الحكومة على المواطنين، قالت المؤسسة في بيان لها "تشعر مؤسسة الحدود الإلكترونية بقلق عميق إزاء هذا النوع من البرمجيات الخبيثة، التي تدعم الحكومة، وتستهدف الناشطين الإلكترونيين في الدول التي توجد فيها أنظمة حكم استبدادية. ونحن سنستمر في مراقبة التطورات المستقبلية في تلك المنطقة عن قرب".