شغل نواب محسوبون على التيار السلفي في الكويت الساحة السياسية من جديد الأحد، إذ لبوا دعوة أمير البلاد، الشيح صباح الأحمد الجابر الصباح، إلى غداء مصالحة مع زملاء لهم من الطائفة الشيعية بعد تضارب في البرلمان، بالتزامن مع تقديمهم لاستجواب بحق رئيس الوزراء حول "انحياز حكومته نحو النظام الإيراني." ونقلت وكالة الأنباء الكويتية أن الأمير استقبل على مأدبة الغداء رئيس مجلس الأمة، جاسم محمد الخرافي، يرافقه النواب جمعان ظاهر الحربش وحسين علي القلاف وسالم نملان العازمي وسعد زنيفر العازمي وعدنان إبراهيم المطوع وفلاح مطلق العازمي ومبارك محمد الوعلان ومحمد هايف المطيري ووليد مساعد الطبطبائي. وكانت قاعة مجلس الأمة الكويتي قد شهدت الأربعاء الماضي اشتباكات عنيفة بالأيدي و"العقل" بين عدد من النواب السُنة والشيعة، حيث تبادل الجانبان اللكمات والضرب باستخدام العصي و"العقال"، ما أدى إلى فض الجلسة التي كانت مخصصة لمناقشة أوضاع الكويتيين المعتقلين في قاعدة "غوانتانامو" التابعة للجيش الأمريكي. وبحسب تقارير إعلامية، فقد بدأت المعركة بعدما وصف النائب الشيعي، حسين القلاف، المعتقلين في غوانتانامو بأنهم من "خريجي القاعدة"، فسارع النائب عن جماعة "الإخوان المسلمون"، جمعان الحربش، إلى الاحتجاج، فيما طلب نواب آخرون بإغلاق الميكروفون عليه لعدم إكمال حديثه. وأثار هذا الموقف حفيظة بعض النواب الشيعة، الذين أبدوا تأييداً للقلاف، فرد عليهم عدد من النواب السُنة، ما أدى إلى حدوث حالة من الفوضى داخل قاعة المجلس، الأمر الذي دفع بالنائب عبد الله الرومي، الذي كان يترأس الجلسة لغياب رئيس المجلس، جاسم الخرافي، إلى رفعها بصفة مؤقتة للاستراحة. وذكرت تقارير إعلامية أنه بعد رفع الجلسة، توجه عدد من النواب المعارضين إلى النائب الشيعي، وحدث بينهم جدال حاد، سرعان ما تطور إلى تبادل الدفع، ثم رفع بعضهم "العقال" في وجه الآخر، فيما قام الحربش بإسقاط القلاف أرضاً، بعدما لوح الأخير بالعصى، مهدداً بضربه. وفي وقت لاحق، نقلت وكالة الأنباء الكويتية (الأحد) أن النواب الطبطبائي وهايف والوعلان تقدموا رسميا إلى الأمانة العامة لمجلس الأمة بطلب لاستجواب سمو رئيس مجلس الوزراء، الشيخ ناصر المحمد الأحمد الجابر الصباح، ويتضمن الاستجواب المذكور محورا واحدا يتعلق ب"الإضرار بالأمن الوطني الكويتي وبعلاقات الكويت مع دول مجلس التعاون الخليجي من خلال انحياز السياسة الخارجية لحكومته نحو النظام الإيراني." وقد علق الخرافي على طلب الاستجواب، واصفا توقيت تقديمه ب"غير الموفق،" لاسيما أن مقدمي الاستجواب الثلاثة "مدعوون إلى مأدبة الغداء التي يقيمها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح .. وكان بإمكان الإخوة النواب الثلاثة تأجيل تقديم هذا الاستجواب بعض الوقت،" على حد تعبيره. ويدور الاستجواب حول اتهام الحكومة الكويتية ب"الانحياز" لإيران، وفق وجهة نظر النواب الذين تقدموا بالاستجواب، ويعود ذلك إلى أن الكويت - من وجهة نظرهم- ترددت في لعب دور عسكري ضمن قوات درع الجزيرة العاملة بالبحرين، قبل أن تشارك في وقت لاحق بقوة بحرية. -----------------انتهى ---------------------