تتعرض مدينة حمص منذ، صباح الجمعة، التي أطلق عليها اسم "جمعة المقاومة الشعبية.. بداية مرحلة"، لأعنف قصف منذ 14 يوما من قبل قوات النظام السوري، حسب ما أفاد ناشط متواجد في المدينة لوكالة "فرانس برس". وأكد عضو الهيئة العامة للثورة السورية في مدينة حمص، هادي العبد الله، للوكالة، أن "القوات السورية تقوم بقصف هو الأعنف منذ 14 يوما. إنه أمر لا يصدق. إنه عنف كبير لم نر مثله. تطلق معدل أربع قذائف في الدقيقة". وأضاف العبد الله أنه تم استهداف الخالدية والبياضة بقصف مركز، بالإضافة إلى حيي باب عمرو والإنشاءات، مشيرا إلى أن "القصف لم يكن بهذه الشدة خلال الأيام السابقة". وأكد الناشط أن الطيران الحربي وطيارات استطلاع كانت تحلق في سماء حمص، واصفا هذا الانتشار ب"غير المسبوق". ولا تزال حمص تعاني من الحصار التام على كافة أحيائها وسط وضع إنساني متدهور، فيما تحدثت لجان التنسيق عن حملة أمنية في درعا البلد طالت عددا واسعا من الناشطين. وأوردت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن الجيش اقتحم مدينة دير الزور من جهة جسر السياسية، وسُمعت أصوات انفجارات عنيفة، كما لوحظت حركة غير طبيعية في المشافي الحكومية، وتبديل للكوادر الطبية، ونقل للمرضى في أقسام معينة لأسباب لا تزال مجهولة. وفي حلب تعرضت مدينة الأتارب إلى قصف عشوائي عنيف، وأفيد بأن الدبابات تجوب المدينة، أما في ريف حماة فدكت الدبابات والآليات العسكرية منازل عدة في بلدة كفر نبودة، مخلفة وراءها عددا من القتلى. ومن ناحيتهم استفاق أبناء درعا على أصوات الرصاص والقذائف، فالقوات الأمنية المحتمية بالآليات العسكرية اتخذت من مفارق درعا البلد منطلقا لرصاصها وقذائفها التي طالت أغلب أحياء المدينة وشوارعها وسياراتها، أما النتيجة فكانت دخانا يتصاعد نحو السماء. انشقاقات ومن جهة أخرى، تستمر الانشقاقات عن الجيش السوري، وتزداد أهميتها كماً ونوعاً، حيث أعلن العقيد الركن محمد علي الخطيب انشقاقه من مرتبات هيئة التفتيش العامة للقوات المسلحة. ودعا الخطيب الجنود الذين لا يزالون في صفوف الجيش النظامي إلى سؤال أنفسهم: "لماذا يقاتلون ويُقتلون؟". كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل عشرة منشقين، بينهم ضباط وأربعة مدنيين في قصف عشوائي على بلدة كفر نبودة، كما قتل أربعة عناصر من القوات السورية إثر استهداف مجموعة منشقة لحاجز أمني عسكري مشترك على الطريق الواصل بين بلدتي طيبة الإمام وصوران. اعتقال ناشط حقوقي واعتقلت قوات أمنية الناشط الحقوقي ورئيس المركز السوري لحرية الإعلام والتعبير، مازن درويش، وعدد من رفاقه، بعد مداهمة مكتبه وسط دمشق. وفي مقابلة مع قناة "العربية"، قال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، عبدالكريم الريحاوي، إن اعتقال مازن درويش جاء تتويجا لسلسلة من استدعاءات أمنية سابقة، مؤكدا أنه تم اعتقال درويش وكامل أعضاء المكتب وضيوف كانوا في المكتب. أما الناشط المعارض والكاتب لؤي حسين، فأكد لوكالة "فرانس برس"، أن قوة أمنية داهمت منزل الناشط مازن درويش قرابة الساعة الثانية من بعد ظهر الخميس، وقامت باعتقاله وزوجته وأحد العاملين معه. وأورد رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية أنور البني في بيان، أسماء ثلاثة عشر عنصرا من المكتب وزواره تم اعتقالهم إلى جانب درويش، ومنهم المدونة البارزة رزان غزاوي. ودان البيان الاعتقال، وطالب السلطات السورية "بإطلاق سراحهم فورا"، معتبرا "هذه الخطوة تجاه المدافعين عن حرية التعبير تؤكد موقف وسعي السلطات السورية لخنق أي صوت (...) وزيف الادعاءات بالانفتاح والحوار وتعديل الدستور والسماح بالحقوق الأساسية للإنسان".