بحثت منظمات التضامن البريطانية في لقاء عقدته مساء أمس بلندن الترتيبات المتعلقة بما سميت المسيرة العالمية إلى القدس، في حين تستضيف لندن أيضا اجتماعا موسعا لمنظمات التضامن الأوروبية المشاركة في فعاليات مسيرة القدس العالمية يوم 21 فبراير/شباط الجاري. ونظم الاجتماع الذي حضره رؤساء وممثلو الجالية العربية والإسلامية وحركات التضامن البريطانية، "المنتدى الفلسطيني في بريطانيا" و"المبادرة الإسلامية في بريطانيا" و"رابطة الجالية الفلسطينية" وأكدت منظمات التضامن عزمها المشاركة بقوة في المسيرة العالمية إلى القدس من خلال إرسال وفود إلى التجمعات الضخمة التي ستقام في الدول المجاورة لفلسطين، وعبر تنظيم مظاهرات حاشدة أمام السفارة الإسرائيلية في لندن للتنديد بممارسات إسرائيل ضد الفلسطينيين من حملات تهويد منظمة لأراضيهم وتهجير لأبنائهم وتطهير عرقي وتكريس لنظام الفصل العنصري ضد المقدسيين بشكل خاص. وقال عضو اللجنة التنفيذية للمسيرة ورئيس المبادرة الإسلامية في بريطانيا محمد صوالحة للجزيرة نت إن مدينة القدس تتعرض لأبشع عملية تهويد وتطهير عرقي، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال تحاول أن تسابق الزمن لإنجاز مخططاتها في تغيير الهوية العربية الإسلامية للمدينة بدعم كامل من السياسيين واللوبيات الصهيونية في الغرب. وأوضح صوالحة أنه وسط غياب تام للفعل العربي والإسلامي ومن أجل التنبيه لخطورة الإجراءات الإسرائيلية، تم تأسيس هذا التحالف الدولي من كل قارات العالم حتى يكون يوم 30 مارس/آذار القادم يوما عالميا للقدس، تخرج فيه الجماهير نحو القدس أو أقرب نقطة إليها. وأكد صوالحة أن المظاهرات ستنطلق من قلب مدن وعواصم العالم من أجل إرسال رسالة لإسرائيل مفادها أن القدس في قلوبنا جميعا وهي قلب القضية الفلسطينية ولن يتم السماح بالعدوان عليها. ومن جانبه، قال رئيس المنتدى الفلسطيني الدكتور حافظ الكرمي إن لقاء الاثنين جزء من اجتماع موسع أكبر تحتضنه لندن للجان والمؤسسات والهيئات الأوروبية المشاركة في فعاليات مسيرة القدس العالمية. وأوضح الكرمي أن العمل جار على كل الاتجاهات لضمان أكبر قدر من المشاركة الجماهيرية الأوروبية من خلال تنسيق ومضاعفة الجهود الشعبية الأوروبية. وأكد الكرمي أنه تم بحث الترتيبات الخاصة بتعزيز المشاركة الأوروبية في المسيرة وفعالياتها، سواء في العواصم الأوروبية أو من خلال السفر إلى فلسطين أو دول الطوق حيث سيتم توجه مئات الآلاف من المتظاهرين في الأردن ولبنان ومصر إلى أقرب نقطة ممكنة للقدس. دعوة للتحرك ومن جانبها دعت الأمينة العامة لحملة التضامن البريطانية مع الشعب الفلسطيني سارة كوربين المجتمع الدولي إلى التحرك الآن لمنع تدمير الحياة والثقافة الفلسطينية في القدس. وأوضحت كوربين في تصريح للجزيرة نت أن المقررة الخاصة للأمم المتحدة بشأن شؤون السكن الملائم راكيل رولنيك قالت أمس إن إسرائيل تنتهج إستراتيجية التهويد والسيطرة على الأراضي في القدسالشرقية والضفة الغربية المحتلتين، جنبا إلى جنب مع النقب والجليل، وتقوم على التوسع الجغرافي وسياسة تهميش الأقليات وتمارس تمييزا وتهجيرا في الأراضي المحتلة. وأكدت كوربين أن من الأهمية العمل معا لرفع مستوى الوعي عن الوضع في القدس، والاستجابة لنداء الفلسطينيين لإسماع أصواتنا. وطالبت كوربين العالم بالدفاع عن السلام والعدالة، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني، ودعم أولائك الذين يعارضون تدمير المنازل وحياة الفلسطينيين في القدس، ودعت إلى التظاهر والاحتجاج أمام السفارة الإسرائيلية يوم الجمعة 30 مارس/آذار القادم. ومن المقرر أن تنطلق المسيرة العالمية إلى القدس التي تنظمها مئات من حركات ومنظمات التضامن مع الشعب الفلسطيني في قارات العالم الست يوم 30 مارس/آذار المقبل لتسليط الضوء على معاناة المقدسيين جراء الإجراءات العنصرية والتهويدية التي تقوم بها دولة الاحتلال، وترفع المسيرة شعار "شعوب العالم تريد تحرير القدس.. شعوب العالم تريد إنهاء الاحتلال".