اتهم وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، جامعة الدول العربية ب"إغلاق جميع النوافذ مع سوريا" عبر عقوباتها الأخيرة، وقال إن بعض الدول "تدفع باتجاه التدويل،" واعتبر أن إعلان وقف التعامل مع البنك المركزي السوري "إعلان حرب" على المستوى الاقتصادي، وسخر من عدة مواقف أدلى بها وزير الخارجية القطري ونظيره الفرنسي، وتحدث عن "معلومات" حول محاولات لنقل بعض من قاتل في ليبيا إلى داخل سوريا. وتطرق المعلم، في مؤتمر صحفي عقده بدمشق للرد على العقوبات العربية، إلى بداية الدور العربي في الأزمة السورية، فندد بدعوة الجامعة العربية إلى سحب الجيش من الشوارع قائلاً إن الجيش "مارس دوره بحماية الوطن،" رافضاً اتهامه بارتكاب أعمال عنف من قبل الجامعة العربية التي قال إنها ترفض الاعتراف بوجود العصابات الإرهابية. واعتبر المعلم أن الجامعة العربية أرادت بتعليق عضوية سوريا "أن تكون وحدها لتنفيذ ما يرسم لوطننا من الخارج،" وأضاف: "نحن في سوريا نؤكد التزامنا بخطة العمل العربية ومن خرج عن هذه الخطة هو اللجنة الوزارية وجامعة الدول العربية." كما قال إن مشروع البروتوكول فيه "مساس بسيادتنا ومشروع إذعان،" خاصة بعد أن رفضت الجامعة العربية التعديلات السورية والجزائرية. وشدد على أن بلاده كانت قد بدأت بتطبيق الخطة العربية عبر "الإفراج عن بعض المعتقلين والتوجيه بإخلاء المدن من بعض المظاهر المسلحة." وانتقد المعلم نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم، دون تسميته، إذ اكتفى بقراءة فقرات من مواقفه في المؤتمر الصحفي الخاص بإعلان العقوبات على سوريا الأحد وقام بالرد عليها موضحاً موقف بلاد، خاصة ما يتعلق ب"تدويل الأزمة." وذكر المعلم أن قرار الجامعة العربية وقف التعامل مع البنك المركزي السوري "يعني إعلان حرب اقتصادية وفق القانون الدولي،" أما بالنسبة لتجميد الأرصدة السورية في الخارج فقال إن بلاده سحبت "95 أو 96 في المائة منها،" وسأل الدول العربية ما إذا كانت "ستراقب التحويلات من بلدانها إلى المجموعات المسلحة" في إشارة إلى اتهام دمشق لجهات عربية بالوقوف خلف الأحداث على أراضيها. وسأل المعلم عن "قيمة الجامعة العربية إن لم تكن سوريا عضوا فاعلاً فيها" وعرض عودة بلاده إلى الخطة العربية إن قامت الجامعة بسحب العقوبات وإرسال لجنة قانونية للتحاور حول البروتوكول، إلى جانب "التحاور على وقف تهريب السلاح وتصعيد التصريحات والتحريض الإعلامي ووقف مسار الجامعة العربية باتجاه التدويل." ولدى سؤاله حول ما توقعه نظيره الفرنسي، آلان جوبيه، من أن أيام النظام السوري معدودة قال المعلم: "إذا كان جوبيه يعتقد أن أيام النظام معدودة فأنا أقول له 'عيش وبتشوف إذا الله كتب له طول العمر،' كما نفى وجود انشقاقات في الجيش السوري أو استخدام الدبابات والطائرات والمدافع في المدن. وشكك المعلم في إمكانية تعرض بلاده لعمل عسكري، وقال إن العقوبات الاقتصادية هي أقصى ما يمكن الوصول إليه، وقال إن لديه "معلومات" بأن بعض من قاتل في ليبيا "نُقل إلى تركيا ليسرب إلى سوريا" دون أن يقدم المزيد من التفاصيل.