قال مسؤول أميركي، يوم الاثنين، إن الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان يعتزمان بحث الأزمة السياسية في سوريا، خلال محادثات تجري بينهما الثلاثاء في نيويورك، فيما لم يشر مسؤول تركي تحدث عن ذات اللقاء إلى ادراج اوباما واردوغان "الملف السوري" على جدول المباحثات. وذكرت تقارير إعلامية متطابقة أن نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، بن رودس، أوضح أن أوباما وأردوغان سيبحثان الأزمة السياسية في سوريا، خلال محادثات تجري بينهما غدا الثلاثاء في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأردف المسؤول الأميركي "أتوقع كذلك أن يتحدث الزعيمان عن الأحداث في سوريا، إذ لدينا نحن والأتراك مخاوف مشتركة" حول ذلك. وانتقدت الولاياتالمتحدة الأميركية مرارا ما أسمته "قمع" السلطات السورية للمحتجين، كما اتخذت العديد من الإجراءات العقابية بحق مسؤولين سوريين، واقتصادية كحظر شراء وبيع النفط السوري والاستثمار في سورية، كما رفعت من لهجتها وطالبت الرئيس بشار الأسد بترك السلطة والتنحي، أما تركيا، التي احتدت تصريحاتها إزاء النظام السوري أخيرا ما سبب توترا في العلاقات، لم تصل انتقاداتها إلى المطالبة بالتنحي. في السياق ذاته، أشار نائب رئيس الوزراء التركي، بشير أتالاي، في مقابلة تلفزيونية مع شبكة أميركية، إلى أن "لقاء مطولا" سيجمع أردوغان وأوباما في نيويورك، مبينا أن طلب اللقاء جاء من قبل أوباما، وذلك لبحث عدد من المسائل التي تتصدر أجندة البلدين، لكنه لم يشر إلى ما إن كان أردوغان وأوباما سيبحثان الملف السوري. وتشهد سوريا منذ الخامس عشر من آذار الماضي حركة احتجاج واسعة تخللها أحداث عنف راح ضحيتها 2600 قتيلا وفقا للأمم المتحدة في حين تقول مصادر سورية إن 1400 قتيلا سقطوا نصفهم من رجال الأمن والعسكريين. ولم تنجح العمليات الامنية وتدخل الجيش في كثير من المناطق في وقف حوادث إطلاق نار، تتزامن مع احتجاجات، تلقي السلطات المسؤولية في تنفيذها على "عصابات ارهابية مسلحة" ، فيما يتهم اهالي وسكان ونشطاء السلطات باستخدام العنف المفرط في قمع الاحتجاجات. وأردف المسؤول التركي أن "المحادثات بينهما ستتمحور حول موضوعين رئيسيين هما التعاون في مجال مكافحة حزب العمال الكردستاني التركي المحظور وتصفية وجوده المسلح من شمالي العراق، ومسألة تدهور العلاقات التركية الإسرائيلية"، مضيفا أن "اللقاء سيبحث أيضا مشروع الدرع الصاروخي لحلف شمال الأطلسي "الناتو". وتعتبر هذه الملفات من الاهتمامات المشتركة بين البلدين، حيث تعتبر الولاياتالمتحدة الأميركية تركيا حليفا قويا لها في منطقة الشرق الأوسط، لكن دون الصدام مع إسرائيل، فيما تحاول تركيا أن يكون لها دورا أكبر في الشرق الأوسط بدعم من أميركا.