عقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة جلسة خاصة الاثنين بشأن تقرير صادر عن بعثة أرسلها المجلس إلى سوريا لتقصي الحقائق حول ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال قمع السلطات "الوحشي" للاحتجاجات المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد. وشهد الاجتماع موقفاً لافتاً من المفوضة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، التي دعت إلى "مساءلة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية،" بينما ندد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بتراجع الأسد عن تعهداته بتوقيف العمليات العسكرية. ويغطي التقرير موضوع النقاش الفترة ما بين 15 آذار/مارس إلى 15 تموز/يوليو، وكانت السلطات السورية قد رفضت السماح للبعثة بدخول البلاد مما أدى إلى اعتمادها على مقابلات مع ضحايا وشهود لإصدار التقرير. وأشارت بيلاي، التي طلبت من مجلس الأمن الأسبوع الماضي "رفع الانتهاكات المرتكبة على أيدي القوات الأمنية السورية إلى المحكمة الجنائية الدولية"، إلى التعديات التي قالت إن الحكومة السورية قد اقترفتها، وبينها "القتل والاختفاء القسري والحرمان من الحرية والتعذيب حتى للأطفال، إلى جانب سياسة قتل المتظاهرين على أيدي قناصة من أسطح المباني." وقالت بيلاي: "أشار عدد من المعتقلين إلى وقوع وفيات خلال الاعتقال بمن في ذلك أطفال نتيجة التعذيب،" مشيرة إلى مقتل أكثر من 2200 شخص منذ بدء الاحتجاجات في منتصف آذار/مارس مع مقتل أكثر من 350 شخصا منذ بدء شهر رمضان قبل ثلاثة أسابيع. وأضافت "أود أن انتهز هذه الفرصة لأدعو الحكومة السورية مرة أخرى لوقف العنف ضد المتظاهرين فورا وضمان إطلاق سراح كل المعتقلين المشاركين في الاحتجاجات السلمية دون شروط". ومن المقرر أن يناقش أعضاء المجلس مشروع قرار يدعو السلطات السورية إلى التعاون الكامل مع بعثة دولية لتقصي الحقائق بشأن انتهاكات القانون الدولي، بما في ذلك مزاعم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وسترفع تقريرا للمجلس مع نهاية نوفمبر/تشرين ثاني. كما أشار عدد من مقرري حقوق الإنسان إلى أنهم تلقوا معلومات بشأن "ارتكاب أسوأ الانتهاكات التي يمكن أن ترتكبها دولة بحق مواطنيها"، وقال المقررون "على الرغم من أن الحكومة وعدت بإجراء إصلاحات وسن تشريعات جديدة، إلا أن الحكومة واصلت قمعها للمتظاهرين" وذلك وفق الموقع الرسمي للأمم المتحدة. من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن شخصين قتلا وجرح أربعة فجر الاثنين في مدينة مصياف القريبة من حماة، بإطلاق نار من جانب عناصر مؤيدة للأسد. كما قال المرصد إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا وجرح خمسة في مدينة حمس، عندما فتح مسلحون النار على محتجين كانوا في مسيرة جرت بالتزامن مع زيارة لجنة الأممالمتحدة. من جانبه، تطرق الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى الوضع في سوريا، وذلك على هامش كلمة كان يلقيها حول التطورات الليبية، إذ ورده سؤال من أحد الصحفيين الذي دعاه إلى التعليق على مقتل 39 سورياً منذ إعلان الرئيس السوري بشار الأسد عن وقف العمليات العسكرية، في اتصال هاتفي مع كي مون نفسه. ورد الأمين العام للأمم المتحدة بالقول: "هذا ما قاله الأسد لي بوضوح في الاتصال الهاتفي، وقد أكد لي أن اللجنة الخاصة بتقييم الوضع الإنساني ستتمكن من الوصول إلى مختلف الأماكن في البلاد، وكما تعرفون فإن اللجنة الآن في سوريا، وهي تقوم بتقييم الوضع." وأضاف كي مون: "من المقلق أن الأسد لم يف بتعهداته، هناك العديد من زعماء العالم الذين يتصلون به ويطلبون منه الوقف الفوري للعمليات العسكرية التي تؤدي إلى قتل شعبه، وقد سبق وأكد لي شخصياً أن العمليات توقفت." وكان الرئيس السوري قد رفض الأحد المطالب الدولية له بالتنحي، وذلك في مقابلة أجراها معه التلفزيون السوري، هي الأولى التي يخص بها المحطة التلفزيونية الرسمية منذ توليه السلطة في بلاده قبل نحو 11 عاماً. وفي المقابلة، أنكر الأسد أن قواته تستهدف المتظاهرين السلميين، رغم التقارير من شهود العيان التي تفيد بعكس ذلك.