قصف الجيش التركي مجدداً صباح الخميس مواقع للجيش السوري على الحدود بين البلدين، رداً على مقتل خمسة مدنيين في قرية تركية، أمس الأربعاء، جراء إطلاق قذائف من الجانب السوري، على ما أفاد مصدر أمني لوكالة فرانس برس. وقال المصدر، طالباً عدم كشف اسمه، إن القصف المدفعي "استؤنف الساعة الثالثة صباحاً بتوقيت غرينتش (الخميس)" بعدما قصفت المدفعية التركية طوال مساء الأربعاء مواقع تابعة للجيش السوري على الحدود. وأفاد المركز السوري للتوثيق أن عدداً من جنود قوات النظام قُتلوا في قصف تركي مباشر على مقر المدفعية السورية جنوب تل أبيض في محافظة الرقة. كما أوضح المصدر أن الضربة التركية أسفرت عن سقوط جرحى في قوات بشار الأسد وتدمير آليات عسكرية، بحسب ما ذكرت قناة "العربية"، الخميس. ومن جانبها، عقدت الحكومة التركية على الفور اجتماعاً طارئاً, بعد أن أجرت اتصالات مع مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي. وبحث البرلمان التركي تنفيذ عمليات عسكرية داخل سوريا. أما الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، فقد حث تركيا على ضبط النفس بعد هذا التطور، موجهاً تحذيراً إلى دمشق بأنه عليها احترام سلامة أراضي جيرانها. الأطلسي يدعو دمشق لوقف العدوان وطالب حلف شمال الأطلسي بالوقف الفوري لأعمال العدوان على تركيا، عضو الحلف. وقال سفراء الحلف في بيان، بعدما عقدوا اجتماعاً طارئاً في وقت متأخر من ليل الأربعاء في مقر الحلف، بناء على طلب تركيا لبحث الحادث، إن القصف يمثل سبباً كبيراً لقلق الحلفاء الذين يدينونه بقوة، بحسب ما أفادت وكالة رويترز. وقال البيان إن "الحلف يواصل الوقوف بجوار تركيا، ويطالب بالوقف الفوري لكل الأعمال العدوانية بحق دولة حليفة، ويحث النظام السوري على إنهاء الانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي". وأضاف البيان أن "الأعمال العدوانية الأخيرة التي ارتكبتها سوريا خطر واضح وفوري على أمن أحد الحلفاء في حلف الأطلسي (تركيا)". وكان هذا اجتماعاً نادراً بموجب المادة الرابعة من ميثاق حلف الأطلسي، التي تنص على إجراء مشاورات حينما يشعر أحد الأعضاء أن سلامة أراضيه أو استقلاله السياسي أو أمنه في خطر. وانتهى الاجتماع بعد 40 دقيقة ببيان قوي يُعبِّر عن تضامن الحلف مع تركيا. وأفاد أحد دبلوماسيي حلف الأطلسي أن سفير تركيا لدى الحلف، حيدر بيرك، أحاط الاجتماع علما بعدد من حوادث القصف عبر الحدود، وأبلغهم أيضا برد تركيا الذي كان موجهاً إلى أهداف عسكرية في سوريا. وقال الدبلوماسي إن سفراء آخرين كانوا حاضرين في الاجتماع أدانوا هجوم المورتر من سوريا، وعبروا عن تضامنهم التام مع تركيا. وذكر أن معظمهم أشادوا بضبط النفس الذي تحلت به تركيا. وأعلن مسؤول تركي في بروكسل أن تركيا سعيدة للغاية بالتضامن الذي أبداه الحلفاء في حلف الاطلسي. ولم يتقرر عقد اجتماعات أخرى لحلف الأطلسي بشأن هذه المسألة، لكن الأمر لا يزال على جدول أعمال الحلف كما هو وارد في المادة الرابعة. ومن المقرر أن يجتمع وزراء دفاع حلف الأطلسي في بروكسل الأسبوع القادم، ولكن سوريا ليست على جدول الأعمال، وقال دبلوماسيون إن الوزراء يمكنهم إثارة أي مسألة إن أرادوا.