قال التلفزيون الرسمي التونسي إن شخصين على الأقل قتلا وأصيب 29 آخرون يوم الجمعة عندما وقع اشتباك بن الشرطة ومئات المحتجين الذين قاموا بنهب السفارة الامريكية في تونس خلال غضبهم من فيلم مسيء للنبي محمد أنتج في الولاياتالمتحدة السفارة الأمريكية في تونس. وادان الرئيس التونسي منصف المرزوقي ما وصفه بهجوم على سفارة دولة صديقة. وتتوقع تونس ان تضمن واشنطن نحو خمس المبلغ الذي تحتاج اقتراضه العام المقبل والذي يتراوح بين 2.2 و2.5 مليار دولار لمساعدة اقتصادها على الانتعاش بعد ثورتها في العام الماضي والتي اطاحت برئيسها السابق زين العابدين بن علي واثارت انتفاضات الربيع العربي. وشاهد مراسل من رويترز الشرطة وهي تفتح النار في محاولة لصد الهجوم الذي تمكن خلاله المحتجون من اقتحام السفارة. وحطم المتظاهرون النوافذ وألقوا قنابل بنزين وحجارة على الشرطة من داخل السفارة وبدأوا إضرام النار في السفارة ومجمعها. وتصاعد عمود من الدخان الأسود من المبنى. وشوهد أحد المحتجين وهو يرمي جهاز كمبيوتر من النافذة فيما اخذ اخرون هواتف وأجهزة كمبيوتر. وقال ضابط أمن تونسي بالقرب من المجمع ان السفارة لم تكن تعمل يوم الجمعة ولم يكن هناك رد على كل الاتصالات الهاتفية بالسفارة. وشاهد مراسل لرويترز جنديين امريكيين مسلحين على سطح المبنى. وقال وزير الصحة خليل الزاوية لوسائل الاعلام الرسمية ان شخصين على الاقل قتلا واصيب 29 مخفضا عددا للقتلى اعلنه في وقت سابق التلفزيون الرسمي الذي قال ان ثلاثة قتلوا واصيب 28 اخرون. كما اضرم المتظاهرون وكثير منهم سلفيون النار في المدرسة الأمريكية القريبة التي كانت مغلقة في ذلك الوقت وأخذوا أجهزة كمبيوتر محمولة وأجهزة كمبيوتر لوحية. وبدأت الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة وجاءت بعد دعوة للتجمع عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) وجهها ناشطون اسلاميون وايدها بسرعة الجناح المحلي لحركة أنصار الشريعة المتشددة الإسلامية. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية ان الشرطة تتعقب سيف الله بن حسين زعيم انصار الشريعة بتونس لاستجوابه بشأن هذه الحوادث. وبن حسين شخصية بارزة ايضا في الحركة السلفية بتونس. ويشتبه مسؤولون ليبيون في ان يكون فرع أنصار الشريعة في ليبيا وراء هجوم بنغازي الذي قتل فيه أربعة أمريكيين بما في ذلك السفير الأمريكي في ليبيا يوم الثلاثاء. ونصحت حركة النهضة الإسلامية المعتدلة التي تقود الحكومة التونسيين بعدم المشاركة في الاحتجاج. وقال بيان تلاه التلفزيون الحكومي ان الحكومة التونسية لا تقبل هذه "الاعتداءات" على البعثات الدبلوماسية الاجنبية. واضاف ان السلطات التونسية ملتزمة بضمان سلامة البعثات الدبلوماسية الأجنبية. وهاجم مئات المتظاهرين الذين يحملون الهراوات والقنابل الحارقة والحجارة قوات الأمن التي تتولى حماية السفارة قبل ان يقفزوا على جدار المجمع ويقتحموا المبنى. ورددوا الهتافات قائلين "اوباما اوباما.. كلنا اسامة" في اشارة الى زعيم تنظيم القاعدة الراحل اسامة بن لادن. وانزل المحتجون العلم الامريكي فوق السفارة واحرقوه ووضعوا مكانه راية سوداء مكتوبا عليها عبارة "لا إله الى الله.. محمد رسول الله". وطردت قوات مكافحة الشغب المحتجين في نهاية الامر من السفارة والمجمع وشاهد مراسل رويترز رجال الشرطة وهم يعتقلون نحو 60 شخصا. وطوقت الشرطة واعضاء قوات الحرس الرئاسي المجمع لكن مصادمات تواصلت في منطقة العوينة قرب السفارة. وقال المرزوقي في كلمة بثتها وسائل الاعلام الرسمية انه تحدث مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون وادان الهجوم بوصفه غير مقبول بالنظر الى تأثيره على علاقات تونس مع واشنطن. واضاف ان هذه الهجوم جزء من خطة اوسع تهدف الى اثارة الكراهية بين الشعبين .