وليد ابو مرشد تشهد الحركة التشكيلية في السعودية تطوراً كبيراً من خلال الأساليب الحديثة التي غزت الوسط التشكيلي أخيراً. وفي مدينة جدة (غرب السعودية) أصبحت هناك جرأة أكبر من الفنانين والفنانات في عرض أعمال مفاهيمية قد يصعب عرضها في أي مدينة سعودية أخرى، وذلك لأن المتلقي قد لا يتقبل بعض الأعمال المطروحة، ونلحظ هذا التطور في حركة الفنون التشكيلية بالمملكة من خلال المشاركات السعودية الخارجية ك"آرت دبي" وبعض البيناليات العالمية، وكذلك المعارض الشخصية أو الجماعية خارج البلاد. وفي هذا السياق تؤكد الفنانة التشكيلية السعودية دلال الغامدي أنه متى ما تحررت الحركة التشكيلية من الحزبية والشللية ووجدت يداً حازمة تقومها وتتبنى من يستحق وتقصي من لا يستحق بإقامة محافل خليجية عربية وعالمية تكون نقطة التقاء وارتقاء للفن التشكيلي السعودي والتعامل بروح الفريق الواحد للعمل على إبراز اسم الفن التشكيلي السعودي وإظهار الاحتراف والتميز في أعمال الفنان والفنانة السعودية والذي بإمكانه أن يؤثر وينافس اقليمياً ودولياً. وشدد على أن الحركة الفنية في السعودية ينقصها جانب النقد والتقييم حتى تكتمل، حيث ترى أن معظم الكتابات عن الفن التشكيلي السعودي تقتصر على الكتابة عنه كمناسبة اجتماعية، وأن النقد ليس بمستوى الإنتاج الفني بل يتأخر عنه بمراحل. وبدوره يرى الفنان التشكيلي السعودي خير الله زربان أن الحركة التشكيلية السعودية التي كانت منحصرة سابقاً فيما يُعرف بالنخبة من المجتمع السعودي قد تمددت بشكل أكبر وأصبح هناك إقبال على الفن التشكيلي من كافة شرائح المجتمع من خلال الممارسة أو حتى على مستوى الحضور للمعارض المقامة، بل تعداه إلى إقامتها خارج الصالات الفنية المتخصصة، وأصبحت الأسواق والمولات والمواقع التاريخية وكذلك المدارس وجهة يحمل إليها التشكيليون والتشكيليات نتاجهم الفني بمختلف أشكاله. وينفي زربان أن ما يُعرف ببيروقراطية التنظيم وخطابات الموافقات ما بين الجهات الرسمية في سبيل الحصول على موافقة لإقامة معرض داخلي والتي من شأنها أن تعيق ديمومة إقامة المعارض التشكيلية داخل السعودية. ويرى أنها حق مشروع للجهات الرسمية من أجل المحافظة على فكرة ومضمون المعرض المراد إقامته.