وصل الجنرال النرويجي المكلف بالاشراف على وقف هش لاطلاق النار في سوريا توسطت فيه الاممالمتحدة الى دمشق يوم الاحد لتعزيز بعثة مراقبين يقول نشطاء انها ساهمت بالفعل في تهدئة العنف في مدينة حمص معقل الانتفاضة المستمرة منذ 13 شهرا. وأقر الجنرال روبرت مود بمدى صعوبة المهمة التي تنتظر البعثة المقرر ان يصل عدد أفرادها الى 300 مراقب انتشر منهم حتى الان 30 فقط لكنه ابدى ثقته في قدرة البعثة على احراز تقدم. وقال مود للصحفيين لدى وصوله الى العاصمة السورية "سنكون 300 فقط لكننا نستطيع ان نحدث تأثيرا". ونقلت تصريحاته الى رويترز في بيروت. وقال "لا يمكن لثلاثين مراقبا غير مسلح أو 300 مراقب غير مسلح أو حتى الف مراقب غير مسلح حل جميع المشكلات..اطالب الجميع بمساعدتنا والتعاون معنا في هذه المهمة الجسيمة التي تنتظرنا." وتقول الاممالمتحدة ان قوات الرئيس بشار الاسد قتلت 9000 شخص خلال الانتفاضة التي تعد الاحدث في سلسلة انتفاضات الربيع العربي ضد حكم استبداي. وتقول دمشق ان 2600 من الجنود وأفراد الشرطة قتلوا على ايدي رجال ميليشيا مناهضين للاسد واتهمت الاممالمتحدة بغض الطرف عن الاعمال "الارهابية" التي ترتكب ضد قوات الامن. وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) ان مراقبي الاممالمتحدة تفقدوا يوم الاحد حي الخالدية في حمص وهو الحي الذي تعرض لقصف القوات الحكومية لعدة أسابيع قبل بدء سريان وقف اطلاق النار في 12 ابريل نيسان. وقال ناشط في مدينة حمص بوسط البلاد متحدثا بواسطة خدمة اتصال عبر الانترنت ان العنف تراجع بشكل كبير منذ ان نشر المراقبون فريقا يتألف من شخصين في المدينة الاسبوع الماضي. وأضاف الناشط كرم ابو ربيع قائلا "لا تزال هناك انتهاكات لكن القصف واطلاق قذائف الهاون توقف... صممنا على بقاء المراقبين في حمص لاننا نعرف ان الهجمات ستتواصل اذا غادروا." وتابع ان وجود المراقبين اتاح يوم السبت الفرصة للسكان لانتشال ثلاث جثث من الشارع وهو امر كان ينطوي في السابق على خطورة بالغة بسبب رصاص القناصة. وساعدت حالة الهدوء ايضا المواطنين على ازالة القمامة التي تراكمت في الشوارع. وقال ابو ربيع ان هناك مخاطر من انتشار الامراض بسبب القمامة التي تركت حتى الان في الشوارع. ورغم الهدوء النسبي قال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن ان شخصين قتلا برصاص قناصة في حمص وقتل اثنان اخران بنيران قوات الامن قرب حماة ومدينة دير الزور بشرق البلاد. وتبادل الجانبان الاتهامات بخرق وقف اطلاق النار الذي توسط فيه كوفي عنان مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية الى سوريا. وبموجب الاتفاق يتعين على الاسد سحب دباباته وقواته الى الثكنات. وتقول دمشق ان هذا حدث بالفعل رغم ان الامين العام للامم المتحدة بان جي مون عارض ذلك قائلا انه "يشعر بانزعاج بالغ من الانباء التي تتحدث عن استمرار العنف". وقال بان في ساعة متأخرة مساء الاحد خلال زيارة لميانمار ان "المشكلة هي ما اذا كانت الحكومة السورية ستوافق على ان ننشر افرادنا. "السفير السوري ابلغني دون شروط انهم سيكونون متعاونين ولكن كي نكون صرحاء بشأن ما اذا كنا نستطيع اعطاء مصداقية كاملة لوعدهم لانهم لا يحافظون على وعودهم." وبالاضافة الى حمص اقامت الاممالمتحدة مركزا دائما للمراقبة في مدن ادلب وحماه ودرعا. وشجع وجود المراقبين الاف المحتجين على استئناف المظاهرات بعد اسابيع من الحملة العسكرية لكن نشطاء يقولون ان قوات الاسد تصدت لهم مجددا. وقال اثنان من النشطاء ان قوات الامن نفذت حملة مداهمات من منزل الى منزل في ضاحية عربين في دمشق يوم السبت والقت القبض على زعماء المتظاهرين الذين رحبوا بالمراقبين قبل اسبوع.