رعى معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية في سلطنة عمان صباح أمس السبت الموافق 6 ربيع الثاني 1434ه بفندق سيتي سيزن حفل افتتاح الدورة التدريبية الإقليمية لإعداد المدربين المعتمدين في مهارات ثقافة الحوار والسلام وذلك بحضور معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون وزير الخدمة المدنية في السلطنة، وعدد من أصحاب السعادة الوكلاء، وسعادة حبيب بن محمد الريامي الأمين العام لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، والدكتور فهد بن سلطان السلطان نائب الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، والدكتور إدريس حجازي الأخصائي الإقليمي بمكتب اليونسكو الإقليمي ببيروت. ينظم الدورة مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم وذلك بالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي ببيروت ومركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وبالتنسيق مع اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم حيث تستمر لمدة أسبوع،وتستهدف (36) متدربا منهم (15) عمانيا ويتوزع الباقون على (10) دول عربية وهي: مصر، والسعودية، والأردن، والعراق، ولبنان، وفلسطين، والبحرين، واليمن، والسودان، وتونس، وتهدف الدورة إلى إكساب المشاركين المهارة في الحوار والتواصل الفعال مع الآخرين لتحقيق التعايش والسلام. برنامج الحفل بدأ الحفل بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم، ثم ألقى الدكتور بدر بن هلال اليحمدي مدير إدارة الشؤون التعليمية والتدريب بمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم كلمة المركز قال فيها: يطيب لي في مستهل هذه الكلمة ممثلا لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم أن أرحب بكم جميعا في حفل افتتاح هذه الدورة التدريبية المتخصصة والتي تعقد بأرض السلطنة حول (ثقافة الحوار والسلام) وأخص بالترحيب ضيوفنا الكرام من الدول الشقيقة الذين أسعدونا بقدومهم وشرفونا بزيارتهم، فأهلا وسهلا بكم في بلدكم الثاني عمان بلد السلام والأمان، بين أهلكم وإخوانكم، متمنين لكم إقامة طيبة وأوقاتا مفيدة. وقال: إن السلام هدف تنشده جميع الثقافات والشعوب في كل زمان ومكان، وإذا كانت بعض الثقافات المعاصرة تظهر اهتمامها البالغ بهذا الهدف وحرصها عليه، فإن ثقافتنا الإسلامية - كما هو معلوم - أولته عنايتها واهتمامها منذ نشأتها، فالإسلام والسلام اشتقا من مادة لغوية واحدة، وإن السلام هو أحد أسماء الله الحسنى، والسلام تحية المسلمين في الدنيا والآخرة، و"دار السلام" اسم للجنة التي وعد المؤمنون بها، وكفى بهذا دليلا على أن السلام شعار للمسلمين في كل زمان ومكان. وأضاف:إذا كان السلام هدفا ساميا ينشده الجميع فإن الحوار هو أسلوبه الفعال الذي يتوصل به إليه، فبه تحل المشكلات بين الأطراف المختلفة، وبه يحدث التفاهم والتقارب، لذلك كان لابد من وضع أسس متينة يقوم عليها هذا الحوار، ووضع ضوابط وآداب وأساليب يلتزم بها كل طرف، كي يكون الحوار ناجحا وموصلا إلى السلام المنشود. واستطرد قائلا:من أجل ذلك تأتي هذه الدورة التي يضيفها مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم والتي تنفذها منظمة اليونسكو بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، إيمانا من المركز بأهمية هذا التوجه الذي يلتقي مع أهدافه وخططه وأنشطته الفاعلة في هذا الاتجاه، لأن سياسة المركز منطلقة من السياسة العامة لهذا البلد والتي اختط منهجها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه وتقوم على مد يد المحبة والسلام والاحترام المتبادل وجعل الحوار أسلوبا لحل كل القضايا، سواء بين الحكومة والمواطن أو بين الدولة وجيرانها من الدول الشقيقة والصديقة، حيث ظهرت عمان دولة محبة للسلام، وتبوأ صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله مكانة رجل السلام باعتراف الهيئات العالمية، فكان لذلك انعكاس كبير على واقع السلطنة ودورها الرائد في هذا المجال. وقال: لقد أعدت سلطنة عمان خطة وطنية لتحالف الحضارات قائمة على الحوار والسلام ويمثل مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم نقطة اتصال في هذه الخطة بين مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية والأهلية ليتم تنفيذها خلال الفترة من 2011- 2014م، والخطة متوائمة مع مشروع تحالف الحضارات الذي ترعاه الأممالمتحدة باشتراك مختلف دول العالم، وأهم أهداف الخطة الوطنية في هذا المجال: التعريف بحضارات العالم وإنجازاتها التأريخية، وتعزيز مبادئ الحق والعدل والمساواة والاحترام المتبادل بين الشعوب، وتوظيف الأنشطة الشبابية الثقافية والدينية والفكرية في تنمية الوعي بأهمية تعزيز ثقافة الحوار والسلام بين الحضارات والأديان محلياً وإقليمياً وعالمياً، وتوظيف وسائل الإعلام في تنمية الوعي بأهمية ثقافة الحوار والسلام بين الشعوب المختلفه في تقدم المجتمع الإنساني واستقراره. بعد ذلك ألقى الدكتور إدريس حجازي أخصائي أنشطة بمكتب اليونسكو الإقليمي ببيروت كلمة المكتب قال فيها:أود في البداية أن أتقدم بالشكر والامتنان الى الأشقاء في سلطنة عمان على استضافة فعاليات هذا التدريب الهام في المرحلة الراهنة التي تعيشها المنطقة العربية، والشكر موصول الى الأشقاء في المملكة العربية السعودية ممثلة في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني على دعمهم لمنظمة اليونسكو في تنفيذ برنامج طموح على المستوى الدولي والاقليمي. والدورة التدريبية التي نحن بصددها اليوم هي واحدة من عدة أنشطة تهدف الى تعزيز مهارات الحوار وبناء كوادر وطنية معتمدة في الدول العربية.وقال: إن الحوار مع الآخر المختلف، يكتسب أهمية بالغة في وقت تسوده تغيرات متسارعة في منطقتنا العربية وأجواء من عدم الثقة بين أبناء الوطن الواحد، مما يستوجب علينا إعادة التفكير في استراتيجيات تعاملنا مع التنوع والاختلاف الموجود في داخل دولنا فبدلاً من التركيز فقط على الوعي بهذا التنوع، فلا بد من التحول الى بناء كفاءات وطنية قادرة على إدارة الحوار مع الآخر والتعامل مع التنوع الثقافي وتحويله الى ثراء للفرد والمجتمع ومصدراً للابتكار والإبداع بدلاً من أن يكون سبباً للخلاف والصراع. هناك تحديات تواجه تعزيز ثقافة الحوار في المنطقة العربية منها: الفجوة بين النظرية والتطبيق، وغياب الرؤية الاعلامية، ونقص الكوادر المؤهلة، وغياب التنسيق بين القطاع العام وهيئات المجتمع المدني. أود أن أشارك المتدربين بعض الخطوط العريضة كونهم سيصبحون مدربين معتمدين والتي يمكن أن تساهم في وصولنا الى استراتيجيات جديدة لمأسسة ثقافة الحوار في المنطقة العربية. واختتم كلمته قائلا: أود التأكيد على أهمية وريادة هذا النشاط الذي يهدف الى إعداد مدرب معتمد في مجال لا تتطرق اليه كثيراً في المنطقة العربية، هذا التدريب سوف يؤدي النتائج المرجوة منه عندما يقوم المشاركون بتطبيق المهارات التي سوف يحصلون عليها في مؤسساتهم وجمعياتهم الأهلية. وقال موجها خطابه للمشاركين:لقد حصلنا على تعهدات منكم بتنظيم دورات مماثلة في دولكم، وكلنا أمل في الوفاء بالالتزام بها، ومن جانبنا (اليونسكو ومركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني) سوف نقوم بالمتابعة معكم في هذا الشأن. وألقى الدكتور فهد بن سلطان السلطان نائب الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني كلمة المركز قال في بدايتها:أود بداية أن أتقدم بالشكر والتقدير لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم سلطان عمان وللحكومة والشعب العماني على استضافة هذا البرنامج التدريبي وكذلك لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم لما تلقيناه من كرم الضيافة وحسن الاستقبال. وقال: لقد جاء برنامج عبدالله بن عبد العزيز العالمي لثقافة الحوار والسلام والذي تم تدشينه بين حكومة المملكة العربية السعودية ومنظمة اليونسكو إيمانا بأهمية الحوار ودوره الأساسي في صنع السلام والتقارب بين الحضارات والثقافات، حيث يهدف البرنامج إلى تنفيذ عدد من الأنشطة التي تعنى بالإسهام في خدمة وتعزيز ثقافة الحوار والسلام بين الشعوب من خلال طرح القضايا والتحديات التي تواجهها المجتمعات على طاولة الحوار للإسهام في التقريب والتعايش لتحقيق هدف اليونسكو الرئيس "بناء حصون السلام في عقول البشر". وقال: لقد تأسس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في العام 2003 ليعزز من نشر ثقافة الحوار والتسامح بين التيارات والأطياف على المستوى المحلي من خلال برامج مجتمعية وآليات مختلفة، وتبنى المركز مشروع "جسور" للحوار والتواصل الحضاري، كما كان للمركز جهوده على المستوى الدولي بالتعاون مع اليونسكو والمنظمة العالمية للكشافة في مشروع "رسل السلام". واختتم كلمته قائلا: في إطار لقائنا اليوم لبرنامج بناء مهارات ثقافة الحوار والسلام، وانطلاقا من مشروع الملك عبدالله بن عبد العزيز للحوار والسلام، نأمل أن ما قام به المركز من تطوير هذا البرنامج التدريبي على ثقافة الحوار والسلام وبالتعاون مع الجهات الأخرى أن يكون منطلقا لتعزيز ثقافة الحوار والسلام في وطننا العربي الكبير. ثم انطلق برنامج اليوم الأول التدريبي من خلال عرض تقديمي للتعريف بالبرنامج ومكوناته قدمه الأستاذ عبدالله بن عمر الصقهان مدير عام إدارة التدريب وورش العمل بمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني وتم الرد على استفسارات المتدربين فيما يتعلق بالبرنامج التدريبي. ثم قدمت الأستاذة آمال بنت يحيى المعلمي مستشارة تدريب بمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني وعضو فريق الحوار الخارجي بالمركز نشاط تعريفي للمتدربين المشاركين في الدورة، وجلسة تدريبية حول مفهوم الحوار، واختتم برنامج اليوم الأول بجلسة تدريبية حول مهارات العرض والتقديم في تدريب الحوار من أجل السلام قدمها الأستاذ فواز مساعد مدير مكتب التربية والتعليم بقرطبة للشؤون الإشرافية.