عهد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالمساهمة في اعادة اعمار مالي بعد اسابيع من حملة عسكرية قادتها بلاده "لمواجهة المتشدين" الذين كانوا استولوا على مدن شمالي البلاد. وقال هولاند متحدثا من العاصمة باماكو إن بلاده سوف تقدم المزيد من المساعدات للدولة التي كانت مستعمرة فرنسية سابقة لترميم المواقع الاثرية التي دمرها المتمردون على حد قوله. وتابع "لانستطيع احتمال ما حدث في تمبكتو" في اشارة إلى حرق مكتبة بها مخطوطات اسلامية اثرية. واضاف "لقد اضعفت الحملة العسكرية قوى المجموعات الارهابية لكنهم مازالوا موجودين" مشددا على أن القوات الفرنسية ستظل طالما كان ذلك ضروريا. وذكر أن الخطوة القادمة تتمثل في تسليم القوات الافريقية زمام الامور بعد ان تستعيد مالي سيادتها كاملة على اراضيها. كان الرئيس الفرنسي وصل السبت الى مالي في زيارة تستمر بضع ساعات، وذلك بعد ثلاثة اسابيع على شن فرنسا عملية عسكرية تهدف الى "طرد المجموعات الاسلامية المسلحة من شمال البلاد". واستقبل رئيس مالي بالوكالة ديونكوندا تراوري الرئيس الفرنسي الذي وصل برفقة وزير الخارجية لوران فابيوس ووزيرالدفاع جان ايف لودريان ووزيرالتنمية بسكال كانفان. ارتياح واحتشد الالاف من سكان مدينة تمبكتو لاستقبال هولاند وذلك بعد مرور 6 ايام على تحريرها من المسلحين الاسلاميين. وقالت فانتا ديارا (53 عاماً) " سيدات تمبكتو سيشكرن فرانسوا هولاند الى الابد"، مضيفة " يجب علينا ان نقول له انك قطعت الشجرة الا انه يجب ان تقطع جذورها ايضاً"، مشيرة الى الاسلاميين المسلحين. واشار أندرو هاردينغ مراسل بي بي سي في تمبكتو ان "مدينة تمبكتو نصفها خال من السكان، الا ان ثمة شعور بالارتياح والطمأنينة في المنطقة بعد تحريرها من سيطرة الاسلاميين المسلحين". واضاف المراسل ان "المهمة لم تنته تماماً، لأن الاسلاميين المسلحين لا يزالون يمثلون خطراً". وحذر المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لمنع الابادة الجماعية آداما دينغ من الهجمات الانتقامية ضد أفراد من الطوارق والعرب الذين اتهموا بمساندة الجماعات الاسلامية المسلحة". واضاف دينغ:" أناشد الجيش المالي حماية جميع ابناء البلاد بغض النظر عن عرقهم". قوات دولية وقال هولاند الجمعة "أنا ذاهب إلى مالي للإعراب عن دعمنا الكامل وتشجيعنا لجنودنا وفخرنا بهم"،مضيفاً "سأبلغ القوات الأفريقية أننا بحاجة إليهم في القوة الدولية في مالي". وينوي هولاند التحضير لتسليم المناطق التي تقع تحت سيطرة القوات الفرنسية الى القوات الافريقية وتأمين مناخ مناسب لإجراء انتخابات جديدة في تموز/يوليو. ويبلغ عديد القوات الافريقية في مالي حوالي 2000 عسكري وهم من تشاد والنيجر. ويشارك حوالي 3500 جندي فرنسي على ارض مالي في العملية التي اطلقت في 11 كانون الثاني/يناير واتاحت استعادة مدينتي غاو وتمبكتو في شمال البلاد من ايدي المسلحين الاسلاميين.