عندما يخبرك أحدهم أنه مصاب بارتفاع في ضغطه الشرياني بسبب قلة النوم، فهو صادق حتما، ولا يجتهد في التفسير. فقد أظهرت دراسة جديدة، أن الرجال الذين يحصلون على أقل قدر من النوم العميق، معرضون للإصابة بارتفاع في الضغط الشرياني، بنسبة تزيد على 80 بالمائة عن غيرهم، ممن ينامون ملء أجفانهم. وقدر الباحثون مدة النوم العميق التي يحصل عليها الرجل من خلال قياس سرعة الأمواج الدماغية لديه، حيث ظهر وجود بطء واضح في سرعة تلك الأمواج لدى الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كاف من النوم. وتعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها، التي تظهر أن قلة جودة النوم ترفع وبصورة واضحة نسبة الإصابة بارتفاع الضغط الشرياني، بصرف النظر عن مدة النوم، أو غيرها من مشاكل أومزايا النوم. عدد من الدراسات السابقة ربطت بين اضطرابات النوم، مثل نوبات النوم المتقطع، واضطراب النوم بضيق النفس، مع ازدياد فرص ارتفاع الضغط لدى أصحابها. الباحثة سوزان ريدلاين، أستاذة طب النوم في جامعة هارفارد، قالت:" إن النتائج تقترح أهمية النوم بالنسبة للصحة العامة للجسم، إذ تشكل القطب الثالث لها، فعلى الناس أن تعرف أن النوم، الحمية، والنشاط الرياضي الفيزيائي هم أساس الصحة الجيدة، وتأثيرها كبير على صحة القلب وضبط الضغط الشرياني." وأضافت: "فالنوم القليل قد يكون مؤشرا على صحة سيئة وضعيفة." وأجريت الدراسة، التي نشرت في مجلة Hypertension الصادرة عن جمعية القلب الأمريكية، على 784 رجلا تراوحت أعمارهم مابين 65 سنة فما فوق، ونظر الباحثون إلى العلاقة بين عناصر متعددة للنوم (المدة ، نماذج التنفس، ونماذج من تخطيطات أمواج الدماغ المختلفة)، وارتفاع الضغط. وخلال الدراسة تم إخضاع الجميع لقياس ضغطهم مع مراقبة نومهم في المنزل منذ البداية، ومن ثم، وبعد مرور حوالي 3 سنوات ونصف، تبين أن الرجال الذين أمضوا حوالي 4 بالمائة من نومهم في تباطؤ واضح لسرعة أمواجهم الدماغية كانوا أكثر عرضة لحدوث ارتفاع الضغط لديهم، هذا الأمر كان مترافقا مع ضعف في جودة نومهم والتي تشمل المدة الزمنية له، الاستيقاظ المتكرر أثناء النوم، وحدوث أرق شديد لديهم. هذا، ورغم عدم شمول المرأة في الدراسة، إلا أنه من المتوقع أن تنطبق عليها نفس النتائج، وبالتالي زيادة احتمالات إصابتها أيضا بارتفاع في الضغط الشرياني بسبب قلة النوم.