تركز الشركة السعودية للكهرباء على تعزيز المرافق الكهربائية لمواجهة النمو المتزايد في الطلب على الطاقة الكهربائية من خلال مرتكزات أهمها الخطط المستقبلية المبنية على توقعات النمو السكاني والاقتصادي. وقد حرصت الشركة منذ بداية أعمالها بتاريخ 1/1/1421ه الموافق 5/4/2000م على التخطيط لتنفيذ المشاريع التي تساهم في تلبية المتطلبات التنموية الشاملة من الطاقة الكهربائية على مستوى المملكة وتلافي نقاط الضعف في المحطات والشبكات وحققت منذ إنشائها حتى شهر يونيو من العام الحالي 2011م العديد من الإنجازات في مجالات توليد ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية وذلك لمواكبة النمو المتزايد في الطلب على الطاقة الكهربائية والذي تجاوز المعدلات العالمية بكل المقاييس. وكان من أهم الإنجازات التي تحققت حتى نهاية يونيو الماضي من العام الحالي زيادة قدرات التوليد المنتجة من قبل الشركة والمنتجين الآخرين من 24,083 ميجاوات في عام 2000 إلى 51,185 ميجاوات بنسبة بلغت 112,5% فيما بلغت أطوال شبكات نقل الطاقة الكهربائية 47,775 كيلومتر دائري مقارنة بنحو 29,166 كيلومتر دائري بزيادة بنسبة 63,8 %. كما بلغت أطوال شبكات التوزيع وتوصيلات الطاقة الكهربائية 397,007 كيلومتر دائري مقارنة بنحو 219,076 كيلومتر دائري بزيادة بنسبة 81,2% في الوقت الذي قفزت فيه أعداد المشتركين من 3,5 مليون مشترك في عام 2000 إلى أكثر من 6,2 مليون مشترك بزيادة بنسبة 77,1% ليصل عدد المدن والقرى المكهربة إلى 12,144 مدينة وقرية وهجرة مقارنة بنحو 7406 عند التأسيس بزيادة بنسبة 64 %. وعلى الصعيد المالي حافظت الشركة على معدلات التصنيف الائتماني الذي حصلت عليه في العام 2007 وكانت نتائج التقييم السنوي الذي قامت به ثلاث شركات عالمية إبقاء وكالة موديز للتصنيف الائتماني للشركة على تصنيفها A1 ورفع وكالة فيتش العالمية للتصنيفات الائتمانية تصنيفها الائتماني للشركة من A+ إلى AA- فيما رفعت ستاندرد أند بورز معدل التصنيف الائتماني الذي كانت قد منحته للشركة من A+ إلى الدرجة AA-. ويوصف ذلك بأنه نجاح كبير يبرز سلامة توجهاته الشركة تجاه تعزيز وضع الطاقة الكهربائية في المملكة ودليل قوي على نجاح السياسات الإدارية والتشغيلية التي تنتهجها في إدارة أعمالها وسيتيح للشركة فرصة أفضل لتحقيق أهدافها في تمويل جزء من مشاريعها التنموية المستقبلية بتكاليف أقل إضافة الى المساهمة في تعزيز ثقة المستثمرين في الشركة ومشاريعها وفي جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية في مشاريع إنتاج الكهرباء. كما عملت الشركة منذ تأسيسها على تمويل معظم مشاريعها الرأسمالية من عدة مصادر من بينها مساندة الدولة بتأجيل سداد قيمة الوقود والاعتماد بشكل محدود على السوق المحلي وعن طريق الاقتراض التقليدي على شكل قروض. ولضخامة المشاريع الرأسمالية المستقبلية للشركة السعودية للكهرباء فقد بحثت عن إيجاد مصادر وقنوات بديلة للتمويل طويل الأمد وكان من ضمن البدائل قيامها بإصدار صكوك إسلامية سعياً منها لتنويع مصادر التمويل والاعتماد على قاعدة أوسع من الممولين والعمل على تخفيض تكاليف التمويل عن طريق إصدار الصكوك المنخفضة التكلفة مقارنة بالاقتراض التقليدي. وقامت الشركة في عامي 2007م و 2009م بإصدار صكوك إسلامية قيمتها 12 مليار ريال حصلت على ثقة المؤسسات المالية والمستثمرين وشملت فئات صناديق التقاعد والصناديق الاستثمارية وشركات التأمين وشركات التكافل والبنوك السعودية والأجنبية التي لديها فروع بالمملكة فيما أصدرت في عام 2010م للمرة الثالثة صكوكاً إسلامية بقيمة 7 مليار ريال . وحصلت الشركة على أفضل تمويل إسلامي لعام 2010م في منتدى التمويل الإسلامي الذي عقد في شهر أغسطس من العام الماضى بكوالالمبور تقديراً للنجاح الذي حققته في الإصدار الثالث للصكوك الإسلامية بمبلغ 7 مليار ريال. واستمرت الشركة في بذل جهودها الرامية إلى تطوير وتنمية الموارد البشرية وزيادة كفاءتها وفعاليتها لتحقق في هذا المجال مقارنة بفترة تأسيسها بلوغ أعداد الموظفين 28243 موظفاً حتى منتصف العام الحالى 2011م مقارنة بنحو 30028 بانخفاض بنسبة 5,94% رغم تضاعف أعداد المشاريع في التوليد والنقل والتوزيع وأعداد المشتركين. فيما بلغت نسبة التوطين في وظائف الشركة 86% حتى يونيو الماضي مقارنة بنحو 73,2% في العام 2000م بزيادة في عملية السعودة بلغت 13,7%. وفي مجال التدريب تم تنظيم العديد من الندوات والدورات التدريبية داخل الشركة وخارجها لتعزيز معارف الموظفين وتطوير مهاراتهم وهيأت للموظفين البرامج التدريبية المقدمة عن طريق التعليم الالكتروني والتي تغطى مختلف المواضيع واستقطاب حملة الثانوية وخريجي الكليات التقنية لتقوم الشركة بتدريبهم داخل معاهدها في التخصصات الفنية المختلفة التي تلبي احتياجات قطاعاتها المتعددة. وتقدم الشركة السعودية للكهرباء لخريجي مراكز التدريب برنامجاً مكملاً هو برنامج التدريب على رأس العمل يكتسب من خلاله المتدرب القدرة على أداء مهام محددة في بيئة عمل حقيقية حيث تم خلال العام الحالي توظيف 834 خريجاً من معاهد الشركة الحقوا ببرنامج التدريب على رأس العمل ليبلغ إجمالى عدد المتدربين نحو 1200 متدرباً ،وفي مجال الإبداع والجودة الشاملة حصلت الشركة على جائزة سمو الأمير نايف للسعودة للمرة السابعة وتوجت جهودها بالحصول على المركز الأول لجائزة الملك عبد العزيز للجودة وتم تكريمها بجائزة التميز في مجال توطين الوظائف. وتنفيذاً لسياسات الدولة في مجال التخصيص والتنافس وفتح المجال للقطاع الخاص للمشاركة في مجال الاستثمار في صناعة الطاقة الكهربائية توجهت الشركة لتشجيع المستثمرين للمشاركة بدخول مشاريع الإنتاج المستقل IPP لمحطات التوليد الجديدة إدراكاً منها بأن التنمية الاقتصادية التي تعيشها المملكة تتطلب إنشاء عدد كبير من محطات التوليد. وفي هذا الصدد قامت الشركة السعودية للكهرباء باتخاذ الخطوات التنفيذية لتشجيع القطاع الخاص للاستثمار في مشاريع إنتاج الكهرباء وتم تشكيل فريق متفرغ للإشراف على البرنامج وتم التعاقد مع بيوت خبرة عالمية لمساندة الفريق ممن يملكون الخبرات والمعرفة الفنية والقانونية والمالية في مجال الاستثمار في مشاريع إنتاج الطاقة الكهربائية. ويقوم فريق تنمية مشاريع المنتجين المستقلين للكهرباء بطرح العديد من المشاريع في مجال الطاقة كما يقوم بدعوة المستثمرين من القطاع الخاص لإطلاعهم على الفرص الاستثمارية والتسهيلات التي يمكن تقديمها لدعم هذه المشاريع إضافة الى تحديدها للمشاريع المستهدفة في المرحلة الأولى من البرنامج بثلاثة مشاريع بنظام البناء والتملك والتشغيل والتي قدرت استثماراتها بأكثر من 25 مليار ريال. وشهد العام الحالي 2011م اكتمال مشاريع الربط الكهربائي الرئيسة التي تقوم بإنشائها الشركة ضمن خطتها لاستكمال بناء الشبكة الوطنية لنقل الطاقة الكهربائية بما يمكنها من تبادل الطاقة الكهربائية بين المناطق والتشغيل الاقتصادي لمحطات التوليد. كما تم الانتهاء من ربط 96% من منظومة الكهرباء بالمملكة على الجهد 380 كيلوفولت واكتمال الربط الكهربائي بين المنطقتين الجنوبية والغربية ليمكن تصدير الكهرباء من شبكة المنطقة الجنوبية إلى المنطقة الغربية حسب الاحتياج.إضافة الى إنشاء وتشغيل شبكة نقل جهد " 380 كيلوفولت" في المنطقة الجنوبية والتي تتضمن دائرتي جهد 380 كيلوفولت الأولى من محطة الشقيق إلى محطة شرق أبها والثانية تربط بين محطتي الشقيق الكدمي . وتشكل محطات الشقيق وشرق أبها والكدمي دعماً لمشروع ربط شبكة المنطقة الجنوبية وتزود المنطقة الغربية بالفائض من الكهرباء من خلال دوائر الربط جهد 380 كيلوفولت الهوائية بين محطتي شمال نمرة في المنطقة الجنوبية ومحطة الشعبية من جهة المنطقة الغربية. وتعد مشاريع الربط الكهربائي التي تم إنشاؤها من المشاريع الاستراتيجية للشركة وتشتمل على خط ربط بين المنطقتين الوسطى والغربية وخط ربط بين المنطقتين الغربية والجنوبية وخطوط ربط بالمنطقة الجنوبية إضافة إلى خط الربط الرابع بين المنطقتين الوسطى والشرقية لتسهم هذه المشاريع في توفير احتياطي توليد بين جميع المناطق.