أ ف ب - قد يكون انفجار نيازك قبل حوالى أربعة بلايين سنة سبب صعوبة نفاذ الإنسان، حتى يومنا هذا، إلى مخزون الذهب والبلاتين وغيرهما من المعادن النفيسة المرغوبة، وفق دراسة أميركية. ومع أن هذه المعادن نادرة على سطح الأرض، فإنه يتوقع أن تصبح أكثر ندرة، نظراً إلى الظروف التي تكوّن فيها كوكبنا قبل حوالى 4.5 بلايين سنة. وبينما كانت الأرض تتكوّن، أدّت حوادث اصطدام كبيرة بأجسام فلكية ضخمة، تراوحت أحجامها بين حجمي القمر والمريخ، إلى انبعاث حراري نجم عنه ذوبان العناصر الكيميائية، فانفصل الحديد المنصهر عن السيليكات (معادن تشكل اليوم 97 في المئة من قشرة الأرض) وسال إلى وسط الأرض. وبما أن الحديد السائل يجذب المعادن النفيسة بقوة، لحقت هذه العناصر «المحبة للمعادن» بالحديد السائل إلى قلب كوكبنا، مغادرة بالتالي قشرة الأرض. ومنذ ذلك الوقت، يقبع تحت أقدامنا كنز يصعب النفاذ إليه على عمق أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر، وعلى رغم ذلك تبقى نسبة المعادن النفيسة في قشرة الأرض أكبر بعشر مرات إلى ألف مرة مما يفترض. وعزا بعض العلماء السبب إلى أن جاذبية الحديد للعناصر المحبة للمعادن انخفضت، عندما تعرضت للضغط والحرارة المرتفعتين في الصهارة. لكن هذه النظرية تنطبق على بعض العناصر دون سواها. وقدم الباحثون تفسيراً آخر، مفاده أن «انفجاراً متأخراً» (وقع قبل 3.8 أو 4 بلايين سنة) لنيازك أخرى أصغر حجماً، أضاف ربما 0.5 في المئة إلى واحد في المئة من المواد إلى كوكبنا. وبما أن الحديد السائل هاجر إلى قلب الأرض، لم يجذب الذهب والعناصر الأخرى المحبة للمعادن، فبقيت هذه الأخيرة قرب السطح، ما يفسر وجود المناجم. تعتبر هذه النظرية منطقية ومثيرة للاهتمام لكن يصعب تأكيدها، وإذا كان علماء الجيولوجيا يملكون أدلة نظرية وملموسة على «الانفجار المتأخر» لنيازك صغيرة، فإنهم يجهلون ما إذا كان ذلك كافياً لتفسير وفرة المعادن النفيسة في قشرة الأرض.