وضعت سيدة سعودية برنامجا انتخابيا لها "افتراضيا" ساهمت فيه بطرح مواضيع كثيرة تمس حياة المرأة السعودية، التي لا يزال قرار حظر مشاركتها حتى بمجرد ناخبة في الانتخابات البلدية ساريا، رغم مطالبات في أوساط عدة بتفعيل مشاركتها مع الرجل. لم يكن قرار حظر ترشح المرأة السعودية للانتخابات البلدية عائقا أمام حلم إنعام العصفور، التي تحدت الحظر و قامت بخطوة جريئة باعلانها برنامجا انتخابيا لها، حيث تضمن برنامجها الانتخابي خدمات مختلفة، كالمساهمة في وضع خطة لتفعيل الأندية الشبابية، خصوصاً أندية المرأة، والسعي إلى تطوير الإجراءات البلدية، من خلال تطبيق الحكومة الالكترونية، ومبدأ اللامركزية في الإدارة. حيث أنشأت السيدة السعودية إنعام العصفور، وهي عضو ناشط في حملة "بلدي" لدعم مشاركة المرأة في انتخابات المجالس البلدية، صفحة خاصة لبرنامجها الإنتخابي في الموقع الاجتماعي الشهير "الفيسبوك"، مبينة أن الهدف من ذلك التأكيد على دور المرأة السعودية في الحراك الاجتماعي، إضافة إلى التأكيد على مشاركتها في الانتخابات البلدية، وإن لم تكن بصورة رسمية. وفي حديثها ل"إيلاف" تقول العصفور " الإنسان يبدأ من حيث انتهى الآخرون، فالمجلس البلدي بدأ كخطوة صغيرة تحبو وتتعثر وتكب، وعلينا العمل على تطويرها من خلال وضع خطة انتخابية واضحة تتناسب وحاجات المنطقة في التطوير. وأضافت أنها وضعت برنامجها الإنتخابي النسائي وتجاوزت بذلك حاجز المنع، لأنها تريد أن تثبت من خلاله أن المرأة السعودية جديرة بأن تكون عضوا في المجلس البلدي، كما أنها قادرة على وضع برنامج انتخابي مبني على أسس حاجيات المجتمع الملحة وعلى أسس واقعيتها وقابليتها للتنفيذ. وتشير العصفور إلى أن مشاركة المرأة في عملية صنع القرار تحتاج إلى تدرج، حيث ترى أن منع المرأة من المشاركة في انتخابات المجالس البلدية ليس له علاقة بالأنظمة والقوانين، معتبرة أنه لا يوجد ما يمنع ذلك، ولكن "الفكر المجتمعي القائم على إقصاء المرأة هو من عمل على ذلك". لكنها تبدي تفاؤلها حيث تقول "سرعة الخطى في هذا الصدد تعتمد على مقدار الحراك الذي تقوم به المرأة، ونحن بدأنا وسنجد المرأة تتقلد ذلك المنصب في القريب وتكون من ضمن الناخبين". وتضيف العصفور أنه في حالة دراسة واقع المرأة في المملكة لوجدنا أن المرأة تخطت مجالات كثيرة. واستدلت العصفور بنائبة وزارة التربية والتعليم، وكذلك كفاءات نسائية يشار لها بالبنان ليس على المستوى المحلي فقط بل على المستوى العالمي، معتبرة أنه ليس من الصعب على المرأة السعودية أن تدخل في المجلس وتبدع فيه بل تتفوق على الرجل أيضا. وفي حال فوزها مستقبلا في الانتخابات البلدية، ترى العصفور أنها قادرة على تقديم ما ورد في برنامجها الإنتخابي حيث قالت " قمت بترشيح نفسي كعالم افتراضي من خلاله بنيت أحلامي وأحلام المنطقة ببرنامج انتخابي قابل للتنفيذ، ولو كتب لي ووفقت في دخول المجلس" ، وأشارت إلى أنه على الرغم من تقديمها له افتراضا "فسأعمل على تنفيذ كل ما ورد في برنامجي الانتخابي، لعلمي المسبق بأهميته الكبرى للمنطقة و إلا سأعلن انسحابي أو سأجمد عضويتي إذا ارتأيت في نفسي عدم القدرة على ذلك". وقالت العصفور "يجب علينا كمجتمع واع أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون ونستفيد من تجربة المرأة الخليجية في تقوية وتدعيم التجربة النسائية في السعودية"، موضحة أن المرأة ستعاني حتى أثناء كونها مرشحة للوصول للمقعد المجلس البلدي ولكنها ستجتاز ذلك، مستشهدة بتجارب مثل الكويت والبحرين اللتين عانت فيهما النساء حتى وصلن إلى ما هن عليه الآن. وتضمن البرنامج الإنتخابي للعصفور اهتمامات بيئية، وخدمة المجتمع المحلي، إضافة إلى توفير الخدمات العامة، وتطوير الإدارة البلدية. وركزت اهتماماتها البيئية على البحر، وتطوير أساليب الرقابة الصحية على المطاعم، لضمان الجودة، وللحفاظ على الصحة العامة، وتوسيع دائرة خدمات الصرف الصحي وصرف السيول، لتشمل كامل المدينة، وإيجاد حلول للأحياء المتضررة بالتلوث البيئي في شكل مباشر، من خلال وضع خطة زمنية. أما في شق خدمة المجتمع، فكان السعي لإيجاد مراكز تنموية في الأحياء، تشمل الجوانب الاجتماعية والرياضية والثقافية والترفيهية، والعمل على تكامل استعمالات المرافق العامة، إضافة إلى إيجاد صيغة مناسبة للمحافظة على أراضي المرافق العامة، وتطويرها، واستثمارها بالشكل الأنسب، والمساهمة في وضع خطة لتفعيل الأندية الشبابية، خصوصاً أندية المرأة، وتطوير الأحياء القديمة، والإفادة منها في شكل أفضل.