أصدر الزعيم المفترض لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، اليمني أبو بصير ناصر الوحيشي، تسجيلاً صوتياً جديداً الأحد، أعلن فيه استعداد تنظيمه لتقديم الحماية لرجل الدين الأمريكي اليمني الأصل، الشيخ أنور العولقي، المطلوب "حياً أو ميتاً" لواشنطن بعد اتهامه بإصدار فتاوى لتنفيذ عمليات على أرضها. وقال الوحيشي، في التسجيل الذي لم تتمكن CNN من تأكيد صحته، إن قتل الشيخ أو اعتقاله لن ينهي الحرب التي تخوضها القاعدة ضد واشنطن لأنها حرب "دفاع عن الإسلام" على حد تعبيره، مشيداً بالعولقي الذي تشير أمريكا إلى صلته بالرائد الأمريكي، نضال حسن، الذي قتل جنوداً داخل قاعدة عسكرية، وبمنفذ محاول تفجير طائرة مطلع العام الجاري، النيجيري عمر عبدالمطلب. وقال الوحيشي: "صدر قرار من الإدارة الأمريكية بطلب الداعية البطل، الشيخ أنور العولقي، حيا أو ميتا. وعلى ما في هذا القرار من كذب ومغالطات وتزوير إلا أنه أظهر لنا حقائق وكشف لنا عن حجم المأساة التي تعانيها الحريات المزعومة في أمريكا." وتوجه الوحيشي إلى الشعب الأمريكي بالقول: "إن أوباما بمثل هذه القرارات يسوقكم إلى ما يسوؤكم.. وبمثل هذه المغامرات السياسية تساعدنا في نهايتكم المأساوية فبها وصلنا إلى عتبات البيت الأبيض سابقا.. فقل لشعبك يا أوباما ولا تخفي عليهم حجم الخطر الداهم الذي ينتظره.. فأنتم من تقدرون وتدبرون دماركم المحتوم." واعتبر الوحيشي أن قتل أو أسر العولقي أو غيره من القيادات لا ينهي الحرب التي وصفها بأنها "قضية الدفاع عن الأمة المسلمة في دينها ودمائها وثرواتها، "وقال إن أوباما قتل أبرياء من قبيلة العولقي في العمليات الرامية لاستهداف القيادي المتشدد، سائلاً عن هوية من يتحمل مسؤولية هذا الأمر. وتعهد الوحيشي بحماية العولقي ومنع استهدافه قائلاً: "أما الشيخ أنور العولقي، فلم يكن في أرض مضيعة، فهو بين جموع المسلمين الناقمين على سياسة الأمريكان الظالمة، ولن يسلموه أبدا. فهم يعلمون أن تسليمه للكفار كفر ونفاق، والتخلي عن نصرته ذل وعار." تابع بالقول: "نحن المجاهدون في جزيرة العرب واجبنا الشرعي نحو شيخنا البطل النصرة ما حيينا، وما بقي من اثنان، ونقول له لن يصلك - بإذن الله - شيء وفينا عين تطرف، وعرق ينبض. وسواء ثبت عليك تهمة من الأمريكان أو لم تثبت." واعتبر الوحيشي أن استهداف العولقي يتناقض مع "الحرية الدينية" التي تؤمن بها واشنطن. وكان العولقي قد ظهر في تسجيل فيديو عرضه تنظيم القاعدة في اليمن، نهاية أبريل/نيسان الماضي قال فيه إن هدف القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق هو دفع المسلمين إلى قتال بعضهم بعضاً عبر تحميل المسلحين المعارضين مسؤولية التفجيرات في الأسواق، وإلى إنشاء "صحوات يمنية"، على حد قوله. وقال العولقي: "الخطة الأميركية الجديدة، وفقا لتوصيات بتريوس تقضي بأن ينسب إلى المجاهدين أعمال مثل القيام بتفجيرات في الأسواق يقتل فيها مسلمون، ثم يقال إن هذه التفجيرات قام بها مجاهدون، أو اغتيال شخصية معينة، ثم يقال قتلها المجاهدون." وأوضح في شريط الفيديو، الذي لم يعرف متى تم تسجيله، أن قائد القيادة الأمريكية الوسطى، الجنرال ديفيد بتريوس، هو من خرج بهذه الاستراتيجية. كذلك وجه العولقي، الذي تدرجه الولاياتالمتحدة ضمن قائمة المطلوبين والمستهدفين أحياء أو أموات، اللوم للقوات الأمريكية محملاً إياها مسؤولية الهجوم الصاروخي في ديسمبر/كانون الأول الماضي على محافظة شبوة اليمنية، والذي أودى بحياة 30 شخصاً يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة، وهو الهجوم الذي تبنته الحكومة اليمنية لاحقاً. وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قال مسؤول يمني رفيع المستوى إن العولقي التقى بالنيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب، الذي تم القبض عليها أثناء محاولة تفجير طائرة ركاب مدنية فوق مطار ديترويت الأمريكي عشية ليلة عيد الميلاد الأخير. وكشفت لقطات من شريط الفيديو عمر الفاروق عبدالمطلب، وهو يشارك في تدريبات عسكرية بمعسكرات القاعدة في اليمن. وزعم العولقي كذلك وجود علاقة له مع الطبيب النفسي في الجيش الأمريكي، نضال مالك حسن، الذي هاجم زملاءه بالجيش الأمريكي في قاعدة "فورت هود" العسكرية وقتل 13 شخصاً وأصاب نحو 40 غيرهم، من خلال الاتصالات عبر البريد الإلكتروني على مدى أكثر من عام قبل تنفيذه الهجوم.