قالت مصادر من المعارضة الثلاثاء إن البحرين اعتقلت عددا من الاطباء والعاملين في المجال الطبي في اطار حملة تستهدف محتجين مؤيدين للديمقراطية غالبيتهم من الشيعة. وسحق حكام البحرين الاحتجاجات الشهر الماضي ونشروا قوات الامن في أرجاء العاصمة واستدعوا قوات من السعودية والامارات المجاورتين. وقالت جمعية الوفاق وهي الجهة المعارضة الرئيسية في البحرين ويغلب الشيعة على أعضائها في بيان (إن قوات الأمن داهمت مركزين طبيين هما ابن سينا والرازي واعتقلوا عددا غير معلوم من الأشخاص). وقال مطر ابراهيم مطر القيادي في جمعية الوفاق إن السلطات احتجزت أطباء وممرضات وعاملين آخرين ونقلتهم إلى مكان غير معلوم وعبر عن انزعاج الجمعية مما حدث معهم. وأضاف أنه لم يتمكن من الاتصال هاتفيا بشقيقه الذي يعمل في مركز الرازي الطبي. وقال ناشط يعمل في الحكومة إنه شاهد أكثر من 12 من أفراد الامن يحاصرون مركز الرازي بينما الاعتقالات تحدث في الداخل. وأضاف الناشط الذي رفض الكشف عن شخصيته خوفا من الانتقام (طلبوا مني أن أمضي بعيدا عندما سألت عما يحدث). وقالت المعارضة وجماعات حقوق الإنسان إن الحكومة اعتقلت الاطباء الذين احتجزوا الاطباء الذين يشتبه أنهم شاركوا في احتجاجات الشهر الماضي أو أنهم عالجوا المظاهرات. إلى ذلك، قالت وكالة أنباء البحرين إن البرلمان البحريني الذي يسيطر عليه الساسة السنة منذ أن استقال نواب جمعية الوفاق عند بدء فرض الاجراءات الصارمة وافق الثلاثاء على اقتراح بأن تسحب الحكومة البحرينية الارض والمبنى المقام عليها السفارة الإيرانية وتحويل ملكية المبنى لاحدى الوزارات أو المؤسسات الحكومية. واتهم ساسة بحرينيون إيران وجماعة حزب الله الشيعية اللبنانية بالوقوف وراء الاحتجاجات وتقدمت إيران بشكوى للامم المتحدة من وجود قوات أجنبية في البحرين واساءة معاملة المحتجين. * * * البحرين للبنانيين: يمكنكم البقاء على أراضينا * * * إلى ذلك، أبلغت السلطات البحرينية عددا من اللبنانيين المقيمين على اراضيها وقف الاجراءات المتخذة في حقهم من اجل مغادرتهم البلاد، بحسب ما افاد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية. وجرت في الايام الاخيرة اتصالات على اعلى المستويات البحرينية واللبنانية لتهدئة الاوضاع والعمل على سلامة العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين. وقال المصدر إن السفير اللبناني في المنامة عزيز قزي ابلغ وزارة الخارجية ان (السلطات البحرينية اعادت الى عدد من اللبنانيين جوازات سفرهم التي كانت احتجزتها تمهيدا لاخراجهم من البلاد). وأشار السفير اللبناني في رسالة بعث بها الى الوزارة الى ان السلطات البحرينية أبلغت هؤلاء اللبنانيين أن (كل الامور عادت الى طبيعتها وان بامكانهم البقاء والعمل في البلاد). ولم تعط البحرين أي تفسير لطلب المغادرة الذي كانت أبلغته إلى عدد من اللبنانيين كما لم تعط تفسيرا لعودتها عن قرارها. ومنع عدد من اللبنانيين المقيمين في البحرين الذين غادروا البلاد في عطلة من العودة إليها خلال الأسابيع الماضية. وجاءت هذه التطورات بعد انتقادات وجهها حزب الله اللبناني الشيعي لطريقة تعاطي المملكة مع المعارضة البحرينية. ودعا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في 19 آذار/مارس المعارضين في البحرين إلى الثبات حتى تحقيق مطالبهم (والانتصار على الطواغيت). ودانت البحرين تصريحات نصر الله الذي قالت إنه (يمثل منظمة إرهابية). وأكد نصر الله في التاسع من نيسان/أبريل مجددا أن (اللبنانيين الموجودين في البحرين ودول الخليج لا علاقة لهم لا بموقفنا السياسي ولا بسلوكنا السياسي ولا تجوز معاقبتهم). وأجرى رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي الثلاثاء اتصالا هاتفيا برئيس وزراء البحرين الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة شكره فيه (على تجاوبه مع مساعيه لوقف الإجراءات التي اتخذت بحق بعض اللبنانيين المقيمين في المملكة واعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي)، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتب ميقاتي. وأكد ميقاتي (لرئيس وزراء البحرين الحرص على استقرار مملكة البحرين وتمتين العلاقات بين البلدين). وكان رئيس حكومة تصريف الاعمال في لبنان سعد الحريري اتصل في الثامن من نيسان/ابريل بملك البحرين وطلب منه (عدم اعتبار اي موقف من اي تشكيل سياسي في لبنان) موقفا للدولة اللبنانية. وأكد الحريري لملك البحرين (وقوف الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني الى جانب سيادة مملكة البحرين واستقرارها)، مضيفا أن (اللبنانيين المقيمين في البحرين يقدرون الضيافة الاخوية التي يحظون بها منذ زمن طويل). وأنهت السلطات البحرينية في 16 آذار/مارس تحركات احتجاجية معارضة مطالبة بالاصلاح تركزت خصوصا في دوار اللؤلؤة في العاصمة. وبلغ عدد ضحايا هذه التحركات حوالى 25 شخصا، بينهم اربعة من رجال الأمن.