عقب حادثة إطلاق شاب أمريكي مضطرب عقليا النار في "أريزونا"، دعا خبراء أولياء الأمور للانتباه إلى إشارات تحذيرية قد تكشف عن معاناة الأبناء من اضطرابات نفسية. وقال خبراء الصحة العقلية اضطرابات عقلية مثل الفصام أو الاضطراب الثنائي القطب، التي يعاني منها المسلح جارد لي لوفنر، ربما كانت السبب وراء حادث فتح النار ما أدى لمقتل 6 أشخاص وإصابة العديد بينهم مشرّعة أمريكية، في بلدة "تكسون." ولفت الأطباء إلى أعراض محتملة للأمراض النفسية وتقتات بين العزلة وتجنب التفاعل الاجتماعي، إلى جانب الاهتمام بمعتقدات وقضايا غريبة مثل قراءة المستقبل أو الاهتمام بالأجسام الغريبة الطائرة، وقد تفضي الحالات المتأخرة إلى فقدان معايشة الواقع، وفق شارلز ريزون، أخصائي الأمراض النفسية ب"جامعة إيموري." وأضافت دينيس أمبري، كبير العلماء في "معهد باكيس،" بأن الأعراض الأخرى قد تتمثل في ازدراء الآخرين، أو ربما الإصابة بالأرق بسبب التغيرات بكيمياء الدماغ. وأشارت قائلة" "المراهق عرضة لخطر الذهان يشعر بالوحدة الشديدة والغربة وربما الإحساس بالجنون، ولكن لا يبدو عليه الاختلاف من الخارج." وطمأن المختصون بأن المعاناة من تلك الأعراض لا تعني بالضرورة تطورها إلى انفصام في الشخصية أو اضطرابات نفسية أخرى، لكنها يمكن أن تلعب دوراً، كما أن التحول في السلوك قد يبدو مفاجئاً ومتطرفاً." ويذكر أن منظمة الصحة العالمية كانت قد أعلنت في سبتمبر/أيلول الماضي أن المصابين باضطرابات نفسية واجتماعية، هم إحدى أكثر الفئات عرضة للتهميش في البلدان النامية، لافتة إلى أن ربع سكان العالم سيصابون بمرض نفسي في مرحلة ما من حياتهم. وقالت المنظمة في تقرير على موقعها الإلكتروني بشأن الصحة النفسية والتنمية إن "غالبية البرامج الإنمائية وبرامج التخفيف من وطأة الفقر لا تشمل المصابين باضطرابات نفسية واضطرابات نفسية اجتماعية." وأضافت "من الملاحظ، أن 75 إلى 85 في المائة من أولئك المرضى لا يستفيدون من أيّ شكل من أشكال العلاج النفسي.. وهناك علاقة بين تلك الاضطرابات وارتفاع معدلات البطالة إلى نسبة تناهز 99 في المائة في بعض الأحيان." وتشير تقديرات بيانات المنظمة إلى أن الأمراض النفسية تسبب في حدوث عدد كبير من الوفيات وحالات العجز، وهي تمثّل 8.8 في المائة و16.6 في المائة من عبء المرض الإجمالي الناجم عن الاعتلالات الصحية في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، على التوالي. وقال تقرير المنظمة "سيمثّل الاكتئاب ثاني أهمّ أسباب عبء المرض في البلدان المتوسطة الدخل وثالث أهمّ تلك الأسباب في البلدان المنخفضة الدخل بحلول عام 2030."