التسمر ساعات طويلة أمام شاشة التلفزيون قد يؤثر في القلب ويقصر العمر حتى لو كان الفرد يتمتع بلياقة بدنية عالية جراء قضاء وقت طويل في ممارسة الرياضة، هذا ما ذهبت إليه نتائج دراسة علمية حديثة. ووجد البحث أن من يقضون أربع ساعات، على الأقل، في مشاهدة التلفاز أو للهو بألعاب الفيديو أو استخدام الكمبيوتر، أكثر عرضة، وبمعدل الضعف، للإصابة بالنوبات القلبية أو أمراض القلب الأخرى، والسكتة الدماغية عن سواهم من يقضون نحو ساعتين في المشاهدة. كما لاحظت الدراسة أن احتمالات الوفاة، بسبب أي من تلك الأمراض خلال السنوات الأربع التي استغرقتها الدراسة، ارتفعت بواقع 50 في المائة بين الفئة الأولى.كما وجد الباحثون أن الارتباط بين قضاء وقت طويل أمام الشاشة والإصابة بأمراض القلب تغير بالكاد عند الأخذ في الحسبان ممارسة المشاركين في الدراسة لتمارين رياضية معتدلة أو عنيفة. ووضع الباحثون في الاعتبار عوامل أخرى مثل السمنة، والتدخين، ومرض السكري والطبقة الاجتماعية وغيرها من العوامل. وفي الدراسة، تابع الباحثون أنماط الأنشطة الصحية وساعات مشاهدة التلفاز لأكثر من 4500 أسكتلندي، أعمارهم من سن 35 عاماً إلى ما فوق، أشار معظمهم لقضاء ما بين ساعتين وأربع أمام التلفاز يومياً، و29 في المائة قضوا أكثر من أربع ساعات حسب ما نقل موقع شبكة cnn. وبانتهاء الدراسة، أصيب 215 مشاركاً بنوبات قلبية أو بأمراض قلبية أخرى، وتوفي 325 منهم لأسباب أخرى، وتضاعفت احتمالات الإصابة بأمراض القلب بين المجموعة التي قضت أكثر من أربع ساعات جلوساً أمام التلفاز، مقارنة بالذين أمضوا أقل من ساعتين في التسمر أمامه. ولم تجد الدراسة دليلاً يربط بين أن مشاهدة التلفاز أو اللعب بألعاب الفيديو في حد ذاتها مضرة بالصحة، وفق دكتور إيمانويل ستاماتاكيس، من ''جامعة لندن كوليج'' في المملكة المتحدة. ولماذا الجلوس مضر بالصحة؟ فهو ليس بالأمر الواضح تماماً رغم أن دراسات سابقة على الحيوانات وجدت أن الجلوس لساعات يبطئ عمل إنزيم (ليباز البروتين الدهني lipoprotein lipase) الذي يؤدي لتفتيت الدهون في الدم، مثل الكوليسترول والدهون الثلاثية، فعندما يبطئ ينهار نشاط الإنزيم، وترتفع مستويات تلك المواد. نتائج الدراسة التي ستنشر في دورية كلية أمراض القلب الأمريكية'' تؤكد مجموعة متزايدة من الأدلة على أن ''الجلوس لفترات طويلة خطر على الصحة'' ، وفق دكتور باري براون من جامعة ماساتشوستس امهرست.