أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على أن الهيئة بدأت العمل في برامج هامة لإحداث تحول ثقافي في نظرة المجتمع للتراث الوطني وتعزيز الوعي بقيمته وتطوير الثقافة المتحفية، مثمنا سموه ما تجده الهيئة من تعاون ودعم كبير في ذلك من وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة والإعلام، ومؤكدا أن الهيئة "ما زالت في بداية الطريق في ذلك وتحتاج إلى دعم المجتمع لتتحقق الأهداف المتوخاة لهذه البرامج". وأشار سموه إلى أن الهيئة منذ استلامها قطاع الآثار والمتاحف قبل سنة ونصف انطلقت بشكل قوي لتطوير القطاع والتوجه بالتراث الوطني للعالم للتعريف بالبعد الحضاري والتاريخي للمملكة والحضارات العظيمة التي تعاقبت عليها. وحول ما بثته إحدى وكالات الأنباء العالمية عن مسئول في متحف اللوفر بباريس قوله إن معرض روائع الآثار السعودية الذي أقيم الصيف الماضي في اللوفر أسهم في تحقيق المتحف لأعلى معدلات الزوار لعام 2010م أكد سموه أن ذلك يعكس أهمية المعرض والقيمة الاستثنائية لمعروضاته التي تبرز البعد الحضاري والتاريخي للمملكة، وهو أيضا دليل على الحضور السياسي والمكانة الحضارية والاقتصادية للمملكة في المحافل الدولية، فزوار المعرض فوجئوا بأن المملكة تقوم على حضارات عظيمة ومتعاقبة كانت مجهولة بالنسبة لهم، وهذا بلا شك نقلة تاريخية بالنسبة لنظرة العالم للمملكة. وقال أن معرض روائع آثار المملكة الذي انتقل من متحف اللوفر في باريس إلى مؤسسة لاكاشيا في برشلونة بأسبانيا التي تستضيفه حاليا، سينتقل بعد ذلك إلى أحد أكبر المتاحف في أوروبا، وهو متحف الإرميتاج في سان بطرسبرج بروسيا، ثم سينتقل بإذن الله إلى ألمانيا والنمسا واليونان والولايات المتحدةالأمريكية ودول أخرى. وردا على سؤال عن أهمية مثل هذه المعارض في دعم التعاون الثقافي بين الحضارات والمجتمعات وكذلك تطوير الثقافة المتحفية في المجتمع قال سموه: "نحن في الهيئة العامة للسياحة والآثار تسلمنا قطاع الآثار فقط قبل سنة ونصف، ولازلنا في بداياتنا، ولكن بحمد الله البدايات مبشرة وقوية، وهي بدايات إستراتيجية، وتوجه المملكة اليوم إلى العالم بهذا التراث الحضاري الكبير جدا من هذه الجزيرة العربية التي تعاقبت عليها الحضارات ليس بالأمر السهل، ولم يأت إلا بتوجيهات وحرص من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني يحفظهم الله، على أن يكون للمملكة تواجدها الحضاري القوي وفي مجال تبادل الحضارات عالميا". وقال سموه أن الهيئة تعمل على تطوير المتحف الوطني بالرياض والمتاحف الأخرى، وتطوير الثقافة المتحفية، "ونحن نعمل في برامج كبيرة الآن مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة والإعلام، لإحداث نقلات كبيرة جدا في عناية المواطن بتراثه وآثاره ووعيه بقيمتها، ولازلنا في بداية الطريق ونحتاج إلى دعم كبير ونحتاج إلى تكاتف المواطنين، ولكن هذه البلد فيها ولله الحمد من المقومات الحضارية والثقافية كما فيها من المقومات الأخرى الشيء الكثير الذي لم نبدأ فيه بعد". وعن كيفية دعم الثقافة المتحفية لدى المجتمع وخاصة النشء، قال سموه: "بالنسبة للمدارس نحن وقعنا اتفاقية تاريخية مع وزارة التربية والتعليم لترسيخ البعد الحضاري للتراث الوطني في التعليم، وأخي سمو الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم ونائبه الأخ فيصل المعمر هما رجال ثقافة من الطراز الأول، وهذه الاتفاقية مع الوزارة مفعّلة بشكل قوي، والآن ستكون في المرحلة الثانية بإذن الله". وأضاف: "أنا جئت المتحف قبل عدة أيام خلال عملي ورأيت العشرات من طلاب المدارس ومدارس البنات أيضا يطوفون المتحف ويستمتعون بتراث بلادهم وتاريخها، وهذه نقلات كبيرة، وقد ألغينا الرسوم المفروضة على الطلاب، و نحن في بداية عملية التحول الثقافي نحو التراث الوطني، وخاصة فيما يتعلق بالمتاحف والثقافة المتحفية، وأعطونا وقتا وستسمعون الكثير من النجاحات حول ذلك بإذن الله" وحول نقل مثل هذا معرض الحدائق الاندلسية لمناطق المملكة، قال سموه: "نتمنى ذلك، والمتحف الوطني مهيأ الآن، ولدينا الآن مشاريع لخمسة متاحف جديدة تحت الإنشاء، وهذه السنة أيضا كنا نؤمل في أربعة متاحف أخرى، وهناك تطوير كامل لمتحفين في نجران والجوف، وأيضا لدينا عدد من قصور الدولة السعودية وعدد من المواقع التراثية التي نطوّرها الآن حتى تستطيع أن تحتوي وتستقبل مثل هذه العروض. نحن مازلنا في المملكة نفتقر للمتاحف المميزة التي تعرض مثل هذه المعارض، وإن شاء الله أننا منطلقون في هذا الأمر".