يدخل فصل الشتاء فلكياً في نصف الكرة الأرضية الشمالي غداً الثلاثاء 21 كانون الأول (ديسمبر)، والصيف في نصف الكرة الجنوبي حيث تشرق الشمس فوق مدار الجدي (جنوب خط الاستواء) بشكل مباشر. وهنا يطرح المختصون تساؤلا حول أسباب هذه الظاهرة؟ فتأتي الإجابة وهي أن دوران الأرض حول الشمس مع ميل محورها ناحية الجنوب تارة وناحية الشمال تارةً أخرى، ويقدر هذا الميل ب 23,5 وينتج عنهما الانقلاب الشتوي والصيفي الفلكي، ويحدث على فترتين في العام الواحد الأولى تتم في منتصف العام الميلادي في 21 حزيران (يونيو) فوق مدار السرطان، وفيه بداية فصل الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية حيث تتلقى أشعة الشمس بشكل مباشر، والشتاء في نصف الكرة الجنوبي، والانقلاب الثاني يحدث في آخر العام الميلادي في 21 كانون الأول (ديسمبر)، والذي يصادف غداً الثلاثاء، وفيه أقصر يوم وأطول ليلة في العام في نصف الكرة الأرضية الشمالي، عندما تكون الشمس في أدنى نقطة لها في السماء، ومن هذه الحركة الفلكية المتبادلة تحدث ظاهرة انقلاب الفصول. ما الظواهر المناخية التي تحدث نتيجة الانقلاب الشتوي الذي يحدث في كانون الأول (ديسمبر)؟ هناك ترابط بين الانقلابات الفلكية والتقلبات المناخية، ولعل من أبرزها نشاط فترة الأعاصير والعواصف المدارية جنوب خط الاستواء، خاصةً جنوب المحيط الهندي والمحيط الهادئ، حيث تبدأ جزيرة مدغشقر بالاستعداد لموسم الأعاصير والعواصف المدارية التي قد تكون مدمّرة في بعض الفترات، وينظر إلى هذه الفترة بحذر والتي تبدأ من شهر كانون الأول (ديسمبر) وتنتهي في نيسان (أبريل) وفيه تسيطر الرياح الشمالية الشرقية على بحر العرب وتشتد البرودة، وتقول العرب ''لا برد إلا بعد انصراف ولا حر إلا بعد انصراف''، ويقصدون انصراف الشمس وتشتد فيها قوة المرتفعات الجوية نواحي وسط آسيا ويبدأ الضغط الجوي فوق صحراء سيبيريا بتسجيل قيم ضغط عالية تتسبّب في نفث الرياح الباردة وتصديرها إلى مناطق بعيدة، وفيها تشتد المنخفضات القطبية المصحوبة بالجبهات القطبية التي تتسبّب في تساقط الثلوج فوق مناطق عدة في العالم، وتقل فرص تشكل الأعاصير والعواصف المدارية في القسم الشمالي من الكرة الأرضية، وتبدأ درجات الحرارة في النصف الجنوبي بالارتفاع والنصف الشمالي بالانخفاض، ويسود مناطق أستراليا وجنوب إفريقيا مناخ شديد التقلب ودول أوروبا وأمريكا الشمالية ووسط وشمال وغرب أسيا طقس شتوي حقيقي مصحوب بالثلوج والصقيع. وتبدأ فترة البيات الشتوي لبعض الحيوانات والدواب حتى ينقشع فصل الشتاء وفيه تتوقف بعض النباتات عن النمو وتهلك بعض الأشجار المثمرة، وفيه تشتد زرقة السماء في بعض المناطق، ويدخل البرد إلى داخل المنازل والحجر والمطر، في هذه الفترة لا ينبت الزرع بسبب شدة البرد حيث تنمو الأشجار والحشائش إلى الأسفل من خلال نمو العروق. صورة توضيحية تبين أبعاد دخول فصل الشتاء ودرجاته في نصف الكرة الأرضية الشمالي =