تمكنت مجموعة سيدات فلسطينيات بمساعدة متطوعين شباب، ورعاية مؤسسات أهلية ودولية، من حياكة وتطريز ثوب بطول 32 مترا و60 سنتمترا، محطمات بذلك الرقم القياسي لأطول ثوب في العالم. وقال مصمم الثوب التراثي الفلسطيني إن الإنجاز الذي حمل عنوان "حلم من خيوط" سُجل بالفعل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية قبل أيام، محطما بذلك الرقم السابق المسجل لثوب باكستاني بلغ طوله 30 مترا و78 سنتمترا. ويقول القائمون على الفكرة التي ساهم في مراحل إنجازها المختلفة نحو 300 متطوع ومتطوعة، إنهم سعوا من خلال إنجازهم إلى لفت الأنظار للتراث الفلسطيني وأبعاده الجمالية والثقافية، موضحين أن التراث جزء من الهوية الفلسطينية. وتم المشروع بالتعاون بين مركز مصادر التنمية الشبابية ونادي الطفل الفلسطيني بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية (USAID) ومشروع رواد الشبابي. وكشف رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض بحضور مسؤولين آخرين الستار عنه بملعب الحسين الرياضي بمدينة الخليل مساء الخميس. فكرة شبابية يقول مصمم الأزياء فراس دودين، إن الفكرة ولدت لدى مجموعة من طلبة المدارس والجامعات المنتسبين لنادي بيت الطفل الفلسطيني "بهدف إنجاز عمل تراثي يعكس المخزون التراثي الفلسطيني وعراقته وجماله حتى يصل العالم من بوابة علمية مثل موسوعة غينيس". وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن طول الثوب الذي دخلت به فلسطين موسوعة غينيس هو 32 مترا و60 سنتمترا، وعرضه 18 مترا و10 سنتمترات، موضحا أن 150 سيدة فلسطينية قمن بتطريز وحياكة 145 قطعة من القماش تم تجميعها لاحقا لتشكل الثوب. وحول المواد المستخدمة في الثوب، أشار إلى استخدام 2200 كرة من الحرير، و180 مترا من الماركة (شبكات التطريز)، و60 مترا من الأوتامين، و200 متر من المخمل الأحمر (نوعان من قماش)، و1500 متر من القماش الأسود. وأوضح أن التكلفة الإجمالية للثوب تجاوزت 40 ألف دولار، صرف نحو 70% منها للسيدات اللاتي قمن بتطريزه "وهن في الغالب يعملن لتأمين ضروريات الحياة اليومية" وشراء بعض الاحتياجات. وقال إن الثوب تميز بثلاثة أمور: الطول، والجمال حيث بدا قطعة فنية رائعة، والسرعة حيث أنجز في وقت قياسي استغرق ثلاثة أشهر، مع أن التقديرات كانت ستة أشهر. وذكر أن الاتصالات والمراسلات مع القائمين على موسوعة غينيس استغرقت سبعة أشهر، انتهت بإتمام الاتفاقية الخاصة بالموسوعة، وإيفاد محكمين وشهود لقياس الثوب في الخامس والعشرين من شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي، حيث يتجنب ممثلو الموسوعة الوصول للمناطق الساخنة في العالم. وذكر أن من بين المحكمين وزيرة السياحة الفلسطينية خلود دعيبس ورئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية ورئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب ورئيس مجلس أمناء جامعة الخليل وغيرهم. وبين أنه تم توثيق جميع مراحل عملية القياس وإرسال الوثائق والمواد المطلوبة للموسوعة التي قامت بمراجعتها ودراساتها على مدى عشرة أيام، ثم صدر القرار النهائي قبل أيام باعتماد الثوب الفلسطيني المطرز كأطول ثوب في العالم. رفض الاتهامات من جهته دافع رئيس مجمع الحرف التراثية في الخليل بدر التميمي عن الفكرة وإنجازها. وقال إن "هذا الإنجاز التراثي يعني للشعب الفلسطيني التاريخ والثقافة والحضارة والحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية، وليس من باب الرفاهية كما يقول البعض". وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن الثوب المطرز يهدف من خلال الرسومات المنقوشة عليه "إلى توثيق وقائع وأحداث كالبيئة التي وجد بها"، مضيفا أنه "بصمة تراثية تعتز بها المرأة الفلسطينية". يذكر أن موسوعة غينيس -التي مقرها لندن- تصدر سنويا كتابا يتضمن أهم الأرقام القياسية المسجلة حول العالم في مختلف المجالات.