هل هي مصادفة أن تكون الفئران والجرذان التي تسبب مقتل ملايين البشر بسبب الطاعون أو «الموت الأسود» هي منقذتهم من الالغام الأرضية المضادة للأفراد في القرن الحادي والعشرين؟ كغيره من الناس العاديين، كان نيكو موشي يكره الفئران والجرذان، لكنه ظل كذلك إلى أن عرف أن للجرذان أنوفا يمكنها أن تشم الألغام الأرضية، رغم أنه كان في البداية يعتقد أن الأمر ينطوي على خدعة. خلال السنوات القليلة الماضية، كان موشي (32 عاماً) يعمل مع القوارض الأفريقية العملاقة، إلى حد بات معه يستمتع برفقتها، بل وأصبحت من «الأصدقاء المقربين» كما يقول. الذعر لم يكن بسبب الجرذ ولا الهياكل العظمية لعدد من الأشخاص في حقل الألغام، بل لأن جرذه عثر على 16 لغماً أرضياً، كانت كفيلة بإزهاق أرواح العديد من الناس الأبرياء. وأشار الخبير هافارد باخ، العضو السابق في مركز جنيف الدولي لنزع الألغام المضاد للأفراد، إلى مدى حساسية أنف الفأر والجرذ، معتبراً أن وزنها الخفيف يعتبر عاملاً مساعداً إضافياً في مشروع «الجرذ البطل» HeroRats. يتم تدريب تلك الجرذان على شم رائحة مادة ال «تي أن تي»، التي من خلالها يتم الوصول إلى الألغام الأرضية. وكشف باخ أن 30 جرذاً تمكنت من تمشيط ما مساحته مليون متر مربع في موزمبيق ونجحت في اكتشاف 400 لغم أرضي، فيما لا يزال هناك ما مساحته 9.6 ملايين متر مربع في موزمبيق بحاجة إلى تمشيطها من الألغام الأرضية.