لماذا تنتاب بعض المراهقين نوبة ضحك، وهل هي مظهر من مظاهر أزمة المراهقة؟ يرى الاختصاصيون أنه من المألوف أن ينقلب سلوكالمراهق بحدة. ويتغيّر بسرعة بين الحزن والسعادة وبين الحماقة والذكاء وبين الخجل والوقاحة. يعكس هذا التناقض في المشاعر ما يخالجه من قلق وتوتر. فمن المعلوم أنالتغيّرات الجسدية والنفسية والفكرية التي تحدث في مرحلة المراهقة، تُسبب للمراهقا لكثير من الاضطرابات التي يعبّر عنها بسلوك إما عدواني أو فوضوي وإما فكاهي مبالغ فيه. وتعبّر تلك الطرافة عن نفسها من خلال الزي أو التعبير اللغوي أو التعليقات الساخرة على كل ما يراه أو يسمعه. فهو يريد أن يكون كائناً طريفاً مختلفاً عنالآخرين، ويتمنى تجسيد هذه الرغبة أمام عينيه وأمام الراشدين.- لماذا تكثر الحماقات عند بعض المراهقين؟ يتصف المراهق عموماً بميله إلى التمرّد على سلطةالأهل والقيم الاجتماعية وتصبح عنده رغبة قوية في التجديد وتغيير العالم. وغالباًما يتهم أهله والراشدين بعدم التفهّم وبالحد من رغبته في الاستقلال. لذا منالضروري أن يتفهّم الأهل تصرّفات ابنهم المراهق، وألا يحكموا عليها أنها مجردحماقات. ومن الطبيعي أن تختلف اهتمامات المراهق عن اهتمامات أهله والراشدين،فكلاهما من جيل مختلف. فعلى سبيل المثال وليس الحصر، استقطب برنامج «ستار أكاديمي» اهتمام شريحة واسعة من المراهقين، وصار محور أحاديثهم اليومية، في حين شكا بعضالأهل من هذا البرنامج، واعترضوا على انشغال أبنائهم به. - متى يعتبر المزاح ونوبات الضحك مؤشرًالوجود مشكلة عند المراهق؟ لا يعتبر المزاح أو نوباتالضحك أمراً مرضياً ما دام هذا السلوك لا يتعدى الإطار الذي أشرنا إليه آنفاً. ولكنإذا كان الأمر مبالغاً فيه، كسلوك المراهق الذي يبالغ في القيام بالمقالب التي ترعبكل من هم حوله، في حين يراها هو مجرد مقالب مثيرة للضحك، فهذا المراهق يعاني مشكلةنفسية ويريد لفت انتباه المحيطين به. فهذا السلوك حال مرضية ولا بد من معالجتها عنداختصاصي نفسي. فهناك الكثير من المراهقين يعبّرون عن مشكلاتهم النفسية في شكل مغايرلما يشعرون به لأنهم لا يريدون أن يدخل أحد عالمهم الخاص، فتكون نوبات الضحكالمتكرّرة والمزاح المفرط وسيلة للتعبير عما يخالجهم.