بدأت مجموعة بريتش بتروليوم "بي بي" سحب الغطاء، الذي يهدف إلى شفط النفط المتسبب بالبقعة النفطية في خليج المكسيك، لوضع نموذج آخر، يفترض أن يسترد كل الكمية المتسربة. وأوضحت متحدثة باسم السلطات الأميركية ستيفاني هربرت أن روبوتات غواصة، يحركها المهندسون في المجموعة النفطية البريطانية، نشرت في أعماق البحر لتنفيذ العملية. والغطاء الجديد الذي سيوضع أفضل أداء من المعدات السابقة. وقالت بي بي والمسؤولون الأميركيون المكلفون مكافحة البقعة النفطية إن هذا الغطاء يمكنه سحب ثمانين ألف برميل من النفط يوميا (أي ما يعادل حوالي 13 مليون ليتر)، أي أكثر بفارق كبير من 35 إلى ستين ألفاً، تتسرب يومياً في خليج المكسيك. أما النظام الحالي فيسمح بجمع 25 ألف برميل يومياً. وبحسب بي بي، فإن الغطاء الجديد قد يبدأ بالعمل اعتباراً من الاثنين. وإذا نجحت العملية، فسيسمح هذا الغطاء بوقف تسرب النفط المستمر منذ أكثر من ثمانين يوماً، إثر غرق المنصة ديبووتر هورايزن قبالة سواحل لويزيانا (جنوبالولاياتالمتحدة). لكن يجب انتظار أسابيع، وتشغيل آبار التصريف لوقف التسرب نهائياً. وأكد الأميرال ثاد ألن، الذي يشرف على عمليات مكافحة البقعة النفطية لحساب إدارة الرئيس باراك أوباما، أنه وافق على عملية تغيير الغطاء "لأن قدرة استعادة النفط ستكون أكبر بكثير من تلك التي تؤمّنها الأنظمة الحالية". لكن بريتش بتروليوم حرصت على التوضيح أن كمية النفط المتسربة يمكن أن تزيد بمقدار 15 ألف برميل يومياً خلال عملية استبدال الغطاء التي تستمر أياماً عدة. وأكدت بي بي في الوقت نفسه أن لا شىء يضمن نجاح العملية الجديدة. وأشارت في بيان السبت إلى أن "هذا الغطاء الجديد لم يستخدم في أعماق البحار (1500 متر) أو في ظروف مماثلة من قبل". وأضافت "ليس هناك أي ضمانة لتتكلل العملية بنجاح، أو أن تم العملية في المهل المحددة". وتجري عملية وضع الغطاء الجديد تحت ضغط البيت الأبيض، الذي يريد حلاً سريعاً وفعالاً، ويمكنه مقاومة الأحوال الجوية السيئة، بينما ينذر موسم الأعاصير بأرقام قياسية جديدة. في المقابل، تسعى بريتش بتروليوم إلى ربط السفينة هيليكس بروديوسر بجزء آخر من البئر المتضررة لضخ النفط إلى السفينة. وقال ثاد ألن إن السفينة ستبدأ العمل اعتباراً من اليوم الأحد. والحلان اللذان تعمل بي بي على تطبيقهما حالياً يسمحان باحتواء الكميات المتسربة، وليس وقف التسرب. وذكرت بريتش بتروليوم أن آبار التصريف التي تقوم بحفرها حالياً لوقف التسرب نهائياً لن تؤدي إلى نتيجة قبل 27 تموز/يوليو، وإن كان الموعد المرجح لذلك هو منتصف آب/أغسطس. ومنذ بداية الكارثة في نهاية نيسان/أبريل، تسرب بين 2.9 و4.9 مليون برميل من النفط إلى خليج المكسيك، مسببة أضراراً في النظام البيئي والوضع الاقتصادي للمنطقة. ولفتت الإدارة الأميركية إلى أن حوالي 700 كيلومتر من السواحل أصيبت بتلوث في خمس ولايات تقع على خليج المكسيك، هي تكساس ولوزيانا وميسيسيبي وألاباما وفلوريدا.