وصلت إسبانيا لنهائي كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى بعرض ميزته خبرة وصبراً ومهارة لم تتمكن ألمانيا بفريقها الشاب من التصدي له. وتحقق الفوز بهدف نظيف في الدور قبل النهائي في إستاد موسيس مابيدا بضربة رأس من المدافع كارليس بويول في الدقيقة 73 لكن بعد سلسلة من التمريرات الدقيقة والتحركات الواعية والسيطرة على الكرة من قبل إسبانيا بطلة أوروبا. وكان المنتخب الألماني الشاب وهو أصغر فريق يمثلها في كأس العالم منذ ثلاثة أرباع قرن بمتوسط أعمار بلغت نحو 25 عاماً تألق في البطولة بأداء هجومي رائع وسيل من الأهداف لكنه لم يملك أبداً القدرة والجرأة للتصدي لإسبانيا التي أجهض دفاعها خطورته تماماً. واقتصر دور لاعب الوسط المدافع باستيان شفاينشتايجر الذي نال جائزة أفضل لاعب في مباراة دور الثمانية حين فازت ألمانيا على الأرجنتين برباعية نظيفة على مطاردة أشباح في معظم فترات المباراة بينما تناقل تشابي الونسو وتشابي وبيدرو واندريس أنيستا الكرة حوله. وقد تفوق مهاجمو ألمانيا في تبادل المراكز في المباريات السابقة إلا أن إسبانيا أثبتت أن لها اليد العليا في ذلك وضغطت بقوة بحثاً عن نقاط ضعف وثغرات الدفاع. ومن البداية هاجمت إسبانيا الدفاع الألماني قليل الخبرة. وكانت المباراة هي التاسعة فقط للظهير الأيسر جيروم بواتينج على المستوى الدولي وفي ناحيته شكل بيدرو وسيرجيو راموس ظهير إسبانيا الأيمن خطورة كبيرة. وفي كل مرة نجحا فيها في شن هجمة مرتدة كان توتر الأداء الألماني يتسبب في عودة الكرة للأسبان لشن هجمة جديدة. وبدا مسعود اوزيل مهندس الانتصار الكبير لألمانيا برباعية نظيفة على أستراليا في أولى مبارياتها بكأس العالم على نفس هذا الملعب متعباً في حين افتقد الفريق لسرعة الموقوف توماس مولر وجهده الكبير في الجانب الأيمن. وأطلق تشابي الونسو تسديدتين قويتين على جانبي القائمين في دقيقتين متتاليتين في بداية الشوط الثاني فسحب يواكيم لوف مدرب ألمانيا لاعبه بواتينج وأشرك مارسيل ينسن الذي يتميز بتفكير هجومي أكبر. وسريعاً حول الأسبان التركيز الهجومي لناحية فيليب لام ظهير ألمانيا الأيمن وأثبت هذا التحول فعالية كبيرة أيضاً في دفع ألمانيا للتراجع. وبالتالي أثبت هذا تأثيره من خلال انطلاقات الونسو وسحر أنيستا وقوة ديفيد بيا لكن ضربة رأس من بويول من ركلة ركنية لعبها تشابي إضافة إلى التهديد الدفاعي الذي قد تواجهه هولندا في النهائي يوم الأحد المقبل في جوهانسبرج.