أوضح معالي أمين عام دارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري أن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله اتسم بالتأكيد على استثمار قيم التسامح والحوار والشفافية والمسؤولية الاجتماعية للدولة لرفعة الوطن والمواطن. وقال إن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يعد مرحلة تاريخية غنية بالإنجازات المادية والمعنوية. جاء ذلك في كلمة لمعاليه بمناسبة الذكرى الخامسة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود التي تصادف يوم الأربعاء السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة وفيما يلي نصها: خمس سنوات مضيئة مضت على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الحكم ، مليئة بالإنجازين المنظور وغير المنظور ، الميزة الملحوظة توازي الإنجازين ، فالمرونة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والشفافية التي بدت واضحة في العمل الحكومي والأهلي تواكب الإنجاز في الإنشاءات المدنية والمادية والعمرانية وامتدادات مشروعات البنية التحتية ، في معادلة صعبة قد تستعصي على كثير من المجتمعات ولا تكون في متناول واقعها اليومي المعاش ، وبعبارة أخرى فإن هذه المرونة والشفافية تحتاج إلى مؤرخ حاذق ذي عين ثاقبة لتوثيقها وتحليلها واستبيان مكوناتها وأسبابها لأنها المنجز الحقيقي فالعمران والبنيان والمنشآت والبنى التحتية لمسارات جديدة بالرغم من أهميتها الحضارية ليست هدفاً في حد ذاتها إنما هي لتحقيق المرونة والتطور غير المرئي والتمدد الثقافي للمجتمع هذا ما يقرأه كل مواطن لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه حيث يتواكب المسارين في وحدة متكاملة دون أن يفقد المجتمع هويته الإسلامية التي هي سر بقائه ثابتاً على اللحمة والترابط في صورة تاريخية يندر تواجدها في وقتنا الحاضر ، وهذه المعادلة المتحققة هي امتداد لما تم في عهد تأسيس الدولة على يد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه الذي نقل إنسان الجزيرة العربية من حياة اليوم الواحد إلى حياة مخططة وذات هدف يعترف في رؤيته بالمستقبل بعد أن عزز رحمه الله مبادئ الانتماء الوطني للمملكة العربية السعودية على أسس إسلامية أولها تطبيق شرع الله وشرف خدمة الإسلام والمسلمين والأماكن المقدسة، مروراً بمشاركة المواطن في عملية البناء والتنمية. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله كسب قلوب شعبه وذلك جزء من حب المواطن لقيادته، ثم كسب احترام العالم بسياسته الواضحة التي كانت أول من طبق عليها حفظه الله الشفافية لتكون قدوة للعمل المحلي في باقي المؤسسات الحكومية، فمحاربة الفساد وبصورة علنية ، وارتفاع درجة القبول بالرأي الآخر، وتنوع الوسائل الإعلامية، وتعزيز سياسة الباب المفتوح، واتساع دائرة النقد البناء وغيرها من الصور الموثقة، كلها من علامات الشفافية التي تقوم على مبدأ الاعتراف بالخطأ الذي هو أول خطوات الصعود إلى الأمام ومواجهة المستقبل بجاهزية أكثر وأقوى. بين ذكرى البيعة الماضية وذكرى البيعة لهذا العام مسافة زمنية قصيرة جداً في عمر الشعوب إلا أن المقرر والمتحقق من المنجزات يفوق المتوقع، ومن سيحاول الرصد سيبذل جهداً غير يسير لتوثيق هذه الإنجازات وقراءتها في سياقها الحضاري العام ضمن المرحلة التاريخية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله التي تتسم بصورة عامة بالتأكيد على استثمار قيم التسامح والحوار والشفافية والمسؤولية الاجتماعية للدولة أقصى استثمار ممكن لرفعة الوطن والمواطن، فالتاريخ لن ينسى هذه المرحلة التاريخية وستكون له معها وقفة كبيرة ولن تكون مجرد مرحلة عابرة في حياة الشعب السعودي ، ستفرض على المؤرخين والباحثين تحليلاً عميقاً وقراءة موسعة لأنها مرحلة غنية وثرية بالإنجازين المادي والمعنوي . وما تحقق في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حفظهم الله سيضيف بعداً جديداً لمنظومة العمل السعودي الحقيقي في مجال التنمية والإصلاح ، وهنيئاً لبلادنا الكريمة أن قيض الله لها حكاماً يتخذون من بناء الإنسان وسيلة لإسعاده ، ومن استثمار ما منّ الله علينا به من ثروات لتسخيرها لخدمته، ومن المكانة التاريخية للمملكة العربية السعودية قاعدة للانطلاق نحو التفاعل مع المجتمع الدولي وفق مبادئ إسلامية راسخة ، ذكرى البيعة أيضاً هي مجهر خاص لقراءة موقعنا الحضاري وإمكاناتنا التنموية لتطوير نقاط التقدم والتطور فيها ومعالجة عوامل القصور ومظاهر النقص إن وجدت ، والتأكد من عدم تجاوز المبادئ الإسلامية التي قامت عليها الدولة أو التعرض لقيمها الدينية والاجتماعية . .