بدأت مراكز الاقتراع في أنحاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية في استقبال الناخبين صباح يوم الجمعة، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية، التي تجري بدون مشاركة تذكر للتيارات الإصلاحية. وقالت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية إن مراكز الاقتراع فتحت أبوابها للناخبين عند الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي، وسوف تغلق عند الساعة السادسة مساء، في حال عدم تمديد الموعد. واستخدمت الحكومة الإيرانية معظم الوسائل الحديثة لحث الناخبين على المشاركة، إذ بث التلفزيون الإيراني برامج لتشجيع الناس على الإدلاء بأصواتهم، بشعارات مثل "تقدمنا في العلوم والاقتصاد يعتمد على صوتك." كما شملت الحملة الإعلامية تكرار مقولة مؤسس الجمهورية الإسلامية الراحل آية الله الخميني، الذي قال إن "مقياس الأمة هو في انتخاباتها." ولكن في الشوارع، بدا بعض الإيرانيين أقل حماسة لهذه الانتخابات، وقال أحد المارة لشبكة CNN "لا أريد التصويت، لذلك أخشى أن أتكلم،" بينما قال شاب آخر "لا أريد أن أشارك في هذه الانتخابات." والانتخابات هي الأولى للإيرانيين أمام صناديق الاقتراع منذ مزاعم تزوير الانتخابات الرئاسية في عام 2009، والتي أثار مظاهرات في الشوارع ضد النظام الجماهيري، وأدت إلى مواجهات دامية. ففي ذلك الوقت استخدمت قوات الأمن القوة المميتة لإخماد حركة المعارضة الخضراء، وتم وضع المرشحين للرئاسة مير حسين موسوي ومهدي كروبي تحت الإقامة الجبرية، وتحدثت منظمات دولية عن اعتقال الآلاف من النشطاء الآخرين. ويصف محللون سياسيون إيرانيون عملية التصويت التي ستجري يوم الجمعة باعتبارها سباقا بين الفصائل المحافظة المتناحرة داخل الحكومة. ويقول صادق زيباكلام أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران إن "المسألة الأساسية هي ما إذا كنت تدعم (الرئيس الإيراني محمود أحمدي) نجاد.. إنها منافسة بين أحمدي نجاد من جهة، والمرشد الأعلى من جهة أخرى.. ليس بشكل علني، وليس مباشرة بالطبع." وفي العلن، دعم الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي إعادة انتخاب أحمدي نجاد المثيرة للجدل خلال النزاع حول نتائج الانتخابات عام 2009، لكن التوتر تصاعد بينهما خلال العام الماضي.