أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني الذي يهدف لمنع طهران من امتلاك أسلحة نووية، وقال إن واشنطن ستعيد على الفور فرض عقوبات اقتصادية على إيران. ومن المحتمل أن يزيد القرار من مخاطر الصراع في الشرق الأوسط، ويثير إحباط حلفاء أمريكا الأوروبيين ويعطل واردات النفط العالمية. وقال ترامب في البيت الأبيض "كان هذا اتفاقا مروعا من جانب واحد ما كان ينبغي إبرامه أبدا. لم يحقق الهدوء ولا السلام ولن يحققهما أبدا". ونص الاتفاق الذي وقعته طهران مع الولاياتالمتحدة وخمس دول كبرى أخرى عام 2015 على تخفيف العقوبات عن إيران مقابل التزامها بالحد من برنامجها النووي. ويقول ترامب إن الاتفاق الذي أبرم في عهد سلفه باراك أوباما لم يتصدى لبرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وأنشطتها النووية بعد عام 2025 ولا لدورها في حربي اليمن وسوريا. وقال ترامب إنه مستعد للتفاوض على اتفاق جديد مع إيران لكن طهران كانت قد استبعدت هذا الاحتمال من قبل وهددت برد لم تحدده إذا انسحبت واشنطن من الاتفاقية. وقال التلفزيون الإيراني الرسمي يوم الثلاثاء إن قرار ترامب بالانسحاب "غير قانوني وغير مشروع ويقوض الاتفاقيات الدولية". وسيزيد تجديد العقوبات المصاعب على إيران في بيع النفط في الخارج واستخدام النظام المصرفي الدولي. لكن قد يبقى الاتفاق الإيراني قائما بشكل جزئي حتى بدون الولاياتالمتحدة. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الثلاثاء إن إيران ستبقى في الاتفاق النووي دون واشنطن.وبقراره يتجاهل ترامب حلفاءه الأوروبيين خاصة فرنسا وبريطانيا وألمانيا الموقعة جميعها على الاتفاق والتي حاولت جاهدة إقناع ترامب بالبقاء في الاتفاق. وسيتعين على الأوروبيين الآن المسارعة باتخاذ قرار بشأن موقفهم مع إيران في المستقبل. ويضم الاتفاق أيضا الصين وروسيا. وهوت أسعار النفط أربعة بالمئة يوم الثلاثاء متأثرة بالتقارير الإعلامية بشأن الاتفاق. ولم يقدم ترامب تفاصيل بشأن ما وصفه بأنها "أعلى مستوى من العقوبات الاقتصادية" التي سيعيد فرضها على طهران. لكن أشار ضمنا إلى أنها ستتجاوز إلغاء تعليق العقوبات المرتبطة بصادرات النفط الإيرانية والبنك المركزي الإيراني المقرر انتهاؤها يوم السبت وأنه سيعيد فرض كل العقوبات الأمريكية الأخرى التي جرى تعليقها بناء على الاتفاق النووي. وتشعر واشنطن وإسرائيل ودول خليجية عربية وفي مقدمتها السعودية بقلق بشأن النفوذ السياسي والعسكري المتنامي لإيران في كل من اليمن وسوريا ولبنان والعراق. وتبادلت إسرائيل ضربات عسكرية مع إيران في سوريا منذ فبراير مما أثار مخاوف من احتمال تصعيد كبير.