قبل سنوات وفي أحد المؤتمرات تَحَدّثَ مَن وُلِدَ وفي فمه ملعقة من ذهب، مقترحاً إلغاء مكافآت طلاب الجامعات؛ لترشيد المصروفات بزعمه! وفي تلك اللحظات، وبصوت الإنسانية الحازم والصادق انْبَرَتْ له إحدى الحاضرات، وعَقّبَت عليه بِردِّ سَاحِق مَاحِق لفكرته، مع احترامها لشخْصِه، مؤكدة بأن الكثير من الطلاب الفقراء لايستخدمون مكافآتهم في الصّرْف على دراستهم، بل يقتطعون منها لمساعدة أهلهم! هذا المشهد تذكرته مع صدور (ميزانية 2017م)، وما تحمله من تفاؤل ومُبَشِّرات، ومنها صندوق (حِساب المواطِن) الذي يهدف إلى توجيه دَعْم الدولة لمُسْتَحَقِيّه. فهنا السنوات الماضية حملت – بحمد الله – زيادة الرواتب والبدلات لجميع الموظفين والموظفات، وحتى معاشات المتقاعدين والمتقاعدات إلا طلاب الجامعات؛ فهم من وزارة التعليم مَنْسِيّون؛ فمكافآتهم الشهرية الهزيلة التي أصبحت وغَدَت وأمست وبَاتَت لا تكفي لشراء الكتب والمراجع التي تضاعفت قيمتها، ولا تفي بقيمة المواصلات من وإلى الجامعة، (وفي يونيو سترتفع أسعارها)، وكذا لا تغطي ثَمَن سَكن الطلاب المغتربين، وقد أصبح بالإيجار؛ فما بالكم بحَالِ طالبات القَرى، وما يترتب على سَكَنِهِنَّ ومواصلاتِهِنَّ من مصروفات كبيرة! وهنا وأسوة بما يحظى به طلاب الابتعاث (وهم يستحقون) من مخصصات ومزايا مالية، ولأنّ (حكومة واستراتيجيات ورؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان) يحضر فيها دائماً وأبداً دعم المواطن مهما كان، أتمنى على وزارة التعليم أن تعمل مع المؤسسات ذات العلاقة على زيادة مكافآت طلاب الجامعات، أو أن تكون لهم برامج تدعمهم تحت مظلة (حِسَاب المواطن). ثمّ لعل القطاع التطوعي يساهم أيضاً في هذا الميدان باستثمارات وأوقاف لرعاية الطلاب (وتاريخنا الإسلامي شاهد على العديد من الأوقاف العلمية)! أخيراً ..أما إذا تعَذّر هذا وذاك فلم يبقَ إلا أن تُقَدِّم الجامعات بالتعاون مع البنوك قروضاً شهرية لطلابها وطالباتها على أن يسددوها إذا التحقوا بالوظائف بعد التّخَرج؛ لأن بقاء المكافأة الجامعية بهذا المبلغ الزّهيد دون مشروعات دعْم، يعني للطالب الجامعي حَيَاة في المُسْتَحِيْل!!.