تبحث إيران عن استعادة أمجادها مطلع سبعينات القرن الماضي عندما أحرزت لقب كأس آسيا لكرة القدم 3 مرات حين تخوض النهائيات القارية في استراليا التي تنطلق الجمعة المقبل. وعاشت كرة القدم الإيرانية فترة ذهبية في الستينات والسبعينات توجت فيها على عرش كأس آسيا بإحرازها ثلاثة ألقاب متتالية أعوام 1968 و1972 و1976. وتراجع مستوى منتخب ايران كثيرا عقب ذلك وعبثا حاول فرض ذاته كأحد المنتخبات الرئيسة في القارة الآسيوية إذ فشل في إحراز اللقب القاري مجدداً أو حتى في الوصول للمباراة النهائية في المسابقة التي يحمل الرقم القياسي بالمشاركة فيها ب 12 مرة. وعلى صعيد كأس العالم، خاض المنتخب الإيراني النهائيات أربع مرات أعوام 1978 و1998 و2006 و2014، لكنه فشل في الأعوام الماضية في مجاراة منتخبات كوريا الجنوبية واليابان والسعودية وأخيراً أستراليا. وتعتبر الفترة الذهبية لمنتخب إيران تحت إشراف المدرب حشمت مهاجراني الذي قاد الفريق للفوز بلقب كأس آسيا 1976 ثم قاد المنتخب الأولمبي لبلوغ الدور ربع النهائي في دورة الألعاب الأولمبية 1976 في مونتريال الكندية ، كما قاد منتخب بلاده الأول لبلوغ نهائيات كأس العالم 1978 للمرة الأولى في تاريخه. وفي المونديال البرازيلي الأخير خرج المنتخب الإيراني من الدور الأول بتعادله مع نيجيريا صفر-صفر وخسارته من الأرجنتين "الوصيفة" 1-صفر والبوسنة والهرسك 3-1. وشكلت مشاركة إيران في كأس آسيا عام 1996 في الإمارات منعطفاً مهماً لها لأنها تركت فيها بصمة واضحة حيث لمع في صفوفها أكثر من نجم انطلقوا بعد ذلك إلى عالم الاحتراف الخارجي ومنهم علي دائي ومهدي مهداوي وخوداداد عزيزي وكريم باقري الذين قطفوا ثمرة تفاهمهم ونجاحهم وقادوا منتخبهم إلى نهائيات كأس العالم مرتين عامي 1998 في فرنسا و2006 في ألمانيا، كما برز اسم علي كريمي الذي حمل ألوان بايرن ميونيخ الألماني. ووقعت إيران في المجموعة الثالثة بالنهائيات حيث تلعب مع البحرين يوم 11 يناير وقطر يم 15 منه والإمارات العربية المتحدة في ال19 من يناير. وتنفس المنتخب الإيراني الصعداء بعد استعادة قائده جواد نيكونام لياقته البدنية اثر تعرضه لإصابة في ركبته مع فريقه أوساسونا الاسباني , لكنهم تلقوا ضربة موجعة لإصابة المدافع بجمان منتظري والذي يلعب في مركزي قلب الدفاع والظهير الأيمن. ومقارنة مع تشكيلة المونديال الأخير، استبعد المدرب البرتغالي كارلوس كيروش اللاعبين رحمن احمدي ودانيال دافاري واحمد النعمه وحسين محيني ومهرداد بولادي وستيفن بيت عاشور ورضا حقيقي وقاسم حداديفار وبختيار رحماني، فيما استدعى محسن فاروزان وعلي رضا بيرانفاند وفوريا غفوري ورامين رضايان ومرتضى بورلايغانجي واوميد ابراهيمي وفهيد اميري والواعد سردار ازمون. ويعتمد كيروش على رضا غوتشانيجهاد مهاجم الكويت الكويتي وأشكان ديجاغاه لاعب العربي القطري واندرانيك تيموريان لاعب الاستقلال. وسافر المنتخب الإيراني إلى سيدني في 29 ديسمبر حيث يتدرب في "كرومر بارك" على الشواطىء الشمالية حتى 7 يناير قبل أن يتوجه إلى ملبورن لخوض مباراته الافتتاحية ضد البحرين يوم 11 يناير وكان قبلها قد خضع لمعسكر تدريبي لمدة عشرة أيام في جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا وفاز على أندية كايزر تشيفس 2-صفر واورلاندو بايرتس 3-1 وبلاتينوم ستارز 6-صفر. بدأت ايران مشاركاتها في تصفيات كأس آسيا في الدورة الثانية التي أقيمت في كوريا الجنوبية عام 1960 وغابت عن الدورة الثالثة عام 1964، لكنها استضافت الرابعة عام 1968 وأحرزت اللقب للمرة الأولى بعد فوزها في الدور النهائي على هونغ كونغ 2-صفر وتايوان 4-صفر وميانمار 3-1 واحتفظت إيران بلقبها في الدورة الخامسة التي أقيمت في تايلاند عام 1972 , حيث تصدرت المجموعة الأولى في الدور الأول بفوزها على العراق 3-صفر وتايلاند 3-2 , وفي نصف النهائي، فازت على كمبوديا على 2-1، وفي النهائي على كوريا الجنوبية 2-1 بعد التمديد. واستضافت إيران الدورة السادسة للمرة الثانية عام 1976 وأحرزت اللقب للمرة الثالثة على التوالي حيث فازت في الدور الأول على العراق 2-صفر واليمن 8-صفر وتصدرت المجموعة الأولى , وفي نصف النهائي تخطت الصين 2-صفر بعد التمديد قبل أن تتفوق على الكويت 1-صفر في المباراة النهائية بهدف اللاعب علي برفين على ملعب ازادي. وبدأت نتائج إيران في الثمانينات تتراجع بشكل ملحوظ ، ففي الدورة السابعة التي استضافتها الكويت عام 1980 , خرجت إيران من نصف النهائي أمام المنتخب المضيف 1-2 , وكانت قبلها قد تصدرت مجموعتها في الدور الأول بتعادلها مع سوريا صفر-صفر والصين 2-2 وفوزها على بنغلادش 7-صفر وكوريا الشمالية 3-2 , لتنهي الدورة في المركز الثالث بفوزها على كوريا الشمالية 3-صفر. ولم تكن مشاركتها في الدورة الثامنة في سنغافورة عام 1984 افضل حالاً لأنها تراجعت مرتبة وأصبحت رابعة , حيث احتلت المركز الثاني في الدور الأول لحساب المجموعة الثانية بعد فوزها على الإمارات 3-صفر، والصين 2-صفر، وتعادلها مع الهند صفر-صفر، وسنغافورة 1-1. وفي نصف النهائي خسرت أمام السعودية بركلات الترجيح 4-5 بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي , لتخسر من الكويت في مباراة تحديد المركز الثالث بركلات الترجيح 3-5 بعد تعادلهما 1-1 أيضاً. وبقيت إيران رابعة في الدورة التاسعة التي استضافتها قطر عام 1988. حيث جاءت ثانية في الدور الأول حلت ثانية خلف كوريا الجنوبية في المجموعة الأولى بعد فوزها على قطر 2-صفر وتعادلها مع اليابان صفر-صفر وفوزها على الإمارات 1-صفر وخسارتها أمام كوريا صفر-3 لتخرج مجدداً في نصف النهائي من المنتخب السعودي صفر-1 قبل أن تخسر أمام الصين في مباراة تحديد المركز الثالث صفر-3 بركلات الترجيح بعد تعادلهما سلباً في الوقت الأصلي. ومرت الكرة الإيرانية بأصعب مراحلها في الدورة العاشرة التي استضافتها اليابان عام 1992، إذ خرجت من الدور الأول بعدما حلت ثالثة في المجموعة الأولى بفوز واحد على كوريا الشمالية 2-صفر وتعادل مع الإمارات صفر-صفر وخسارة أمام اليابان صفر-1. وعادت ايران إلى منصات التتويج في الدورة ال11 التي استضافتها الامارات عام 1996 بعد أن أحرزت المركز الثالث , حيث كانت بدايتها قوية في الدور الأول إذ تصدرت المجموعة الثانية بخسارتها أمام العراق 1-2 وفوزها على تايلاند 3-1 ، وعلى السعودية 3-صفر , وفي ربع النهائي الذي أقيم للمرة الأولى بعد أن ارتفع عدد المشاركين في النهائيات إلى 12 منتخباً حققت فوزاً كبيراً على كوريا الجنوبية 6-2 لتواجه المنتخب السعودي في نصف النهائي والذي تخصص بإخراجها من هذا الدور بتغلبه 4 3 بركلات الترجيح بعد تعادلهما في الوقتين الأصلي والإضافي صفر-صفر , ليحرز المنتخب الإيراني بعد ذلك المركز الثالث بفوزه على الكويت بركلات الترجيح 3-2 بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 1 1 . وفي بطولة كأس آسيا عام 2000 التي أقيمت في لبنان , تخطت ايران حاجز الدور الأول بسهولة قبل أن تخسر أمام كوريا الجنوبية في ربع النهائي 1-2 بعد التمديد بعد أن كانت متقدمة حتى الدقيقة الأخيرة ، لكنها تقدمت إلى نصف النهائي في نهائيات الصين عام 2004 قبل أن تخسر أمام أصحاب الأرض بركلات الترجيح 4-3 إثر انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي 1-1، ثم حلت ثالثة بفوزها على البحرين 4-2. وفي نسخة عام 2007، اكتفت ايران بالتأهل إلى ربع النهائي قبل أن تودع بخسارتها أمام كوريا الجنوبية بركلات الترجيح 4-2 عقب تعادلهما صفر-صفر، بعد أن تصدرت مجموعتها في الدور الأول بفوزها على أوزبكستان 2-1 وتعادلها مع الصين 2-2 وفوزها على ماليزيا 2-صفر. وفي النسخة الأخيرة في قطر 2011، تصدر المنتخب الإيراني مجموعته بسهولة بفوزه على العراق 2-1 وكوريا الشمالية 1-صفر والإمارات 3-صفر، لكنه سقط في الوقت الإضافي في ربع النهائي أمام كوريا الجنوبية 1-صفر.