بدأ الخراب يدب في أحد أهم المتنزهات في مدينة نجران، جراء الإهمال الذي طال منشآت حديقة الملك عبدالعزيز، التي تتكئ على الجبل الأخضر شرق نجران، مما قاد لتذمر مواطنين اعتبروا أن تغييب المتنزه الوحيد القريب من الأحياء أمر يتطلب تدخل الجهات الرقابية لتوجه تساؤلها إلى الأمانة عن سبب التردي وما آل إليه حال الحديقة. وأوضح المواطن علي آل شرية بأن الحديقة كانت تمثل المتنزه الوحيد للأهالي بحكم قربها من الأحياء الشرقية للمدينة، وكانت سابقا تمثل أكبر حديقة حين إنشائها، وتشمل قسمين للعوائل والعزاب، وتمتد بمحاذاة الشارع العام بنحو 1000م، وتتوفر فيها مواقف تكفي المتنزهين وتزيد عن حاجتهم أيضا. أما عجيم آل مطارد فيقول «هذا إهمال واضح للحديقة، وكان من الأولى عدم إهمالها، كما تم إهمال المجسمات الجمالية مثل مجسم البراق الذي كان المجسم الوحيد في المنطقة حين إنشائه، احتفى به كثيرا الأهالي والزوار، لكن الواقع الحالي للحديقة يشير إلى أنها غدت مهجورة، ولا أحد يزورها». بدوره، أوضح حسين الوايلي أن الحديقة كانت تمثل أفضل مواقع المناسبات التي ينظمها الشباب كعزائم العشاء واللقاءات بينهم والرحلات لما تتمتع به الحديقة من منظر ومسطحات خضراء واتساع وهواء عليل، بالإضافة إلى وجود المواقف وقربها من البقالات ومحطات البنزين، أما حاليا فهجرها الشباب وأصبحوا يتجهون من شرق نجران إلى وسطها، حيث متنزه الملك فهد أو إلى شمال غرب نجران حيث متنزه ابارشاش، وأعرب عن أمله في أن يعيد المسؤولون الحديقة إلى سابق عهدها. من جهته، رأى علي اليامي أن الجبل الأخضر المجاور للحديقة يشهد إهمالا أيضا، رغم أنه أول معلم جمالي طبيعي يقابل كل من يزور نجران من جهة الشرق أو عن طريق المطار، وهو الآن متصحر ويابس الأشجار. مصدر موثوق أطلع «مكة» أن مقاولا قدم بيانات وبلاغات لهيئة مكافحة الفساد «نزاهة» تفيد بوجود فساد مالي حول مشروع الجبل الأخضر، والذي نفذ قبل ثمان سنوات من قبل الأمانة بنحو 10 ملايين ريال، وأضاف المصدر أن قيمة رشاشات المياه الموجودة في الجبل لا تتجاوز 50 ألف ريال حينها، وأن قيمة الأشجار التي زرعت مع الأثل تتراوح مابين 150 إلى 178 ألف ريال، مبينا أن كل ما زرع على الجبل انقرض هذه الأيام وأصبح يابسا جراء الإهمال. «مكة» نقلت إلى أمانة منطقة نجران عبر البريد الالكتروني رؤية المواطنين واستفساراتهم، لكنها لم ترد حتى وقت إعداد هذا التقرير.