ما إن أعلنت نشرة أخبار الثالثة عصرا هذا اليوم الأحد 19-2- 1435 الموافق 22-12-2013 عن إعفاء أمير نجران مشعل بن عبدالله من منصبه أميرا لنجران وتعيينه أميرا لمنطقة مكةالمكرمة التي أنتقل أميرها خالد الفيصل لوزارة التعليم بعد إعفاء وزيرها السابق ؛ حتى اشرأبت الأعناق النجرانية لكل مساقط الأخبار بحثاً عن اسم جديد سيأتي ليشغر مكان أميرهم السابق الذي كان قد تم تعيينه أميرا لنجران قبل مايقارب الخمسة أعوام ( يوم الخميس 29 -3-1430 الموافق 26 -3-2009 ) ، بعد سلفه مشعل بن سعود (أعفي من منصبه في 6-11-1429 الموافق 4-11-2008) وكان بين إعفاء الأول وتعيين الأخير وقفة مؤقته مع تكليف بالإمارة للأستاذ محمد بن سويلم . وحتى اللحظة لم يتم تسمية أميرا لنجران خلفا للأمير مشعل بن عبدالله الذي كان محط محبة وإعجاب الغالبية في نجران نظرا لما تمتع به من دماثة في الخلق وحسن تعامل و إصرار على العمل التنموي في نجران ، وكان أهم ما باشره الأمير مشعل بن عبدالله هو التصدي للقضايا الشائكة ذات البعد المذهبي والتي امتدت على مدى أكثر من عشر سنوات من مجيئه . مشعل بن عبدالله لقّبه النجرانيون قبل وصوله نجران بلقب( بشير الخير) و كان الأمر كما أرادو وكأنهم يطبقون ما جاء في الحديث القدسي ( أنا عند ظن عبدي بي ) فخاطبهم في حفل استقبالهم له شاكرا لهم حسن استقبالهم وواعدا اياهم بالجميل القادم و الكثير من الحوار الصادق والخلاق والمسؤول حول كل القضايا . و كانت أهم القضايا العالقة وقتها ما يسمى بقضيّة نجران ( أحداث فندق الهوليدي إن) والذي كان في السجن على اثرها العشرات الذين لا يزالون يقضون عقوبة بالسجن تمتد لعشر سنوات . كما كان هنالك قضية السجين الشهير بقضية (زلة اللسان) هادي المطيف .والذي كان قد أمضى ما مدته ثمانية عشر عاماً وقتها ، وقضايا أخرى تتعلق بموظفين مشار لهم بالسبب في الكثير من سوء الفهم بين القيادة والمواطنين في نجران ، وطلب المواطنين مسائلتهم وإبعادهم عن مواقع عملهم التي استخدمت لغير ماكانت لأجله . وهذه قضايا استطاع انهاؤها بشكل شبه كامل في عاميه الأولين. خصوصا ما يتعلق بقضايا السجن . التوتر الذي كانت تعيشه المنطقة وقتذاك كان ممتدا لتاريخ طويل من قصة الإختلاف المذهبي الذي تتميز به المنطقة والذي جعل في غياب الأنظمة المقننة و الواضحة للفاسدين طريق سهل للوقيعة بين الناس والقيادة ما حدا بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للإيضاح بشكل لا يقبل التأويل حين كان في زيارة نجران عام 2006 بما نصه (كم يسعدني في هذه المناسبة أن استذكر العهد التاريخي بين جلالة الملك الموحد عبدالعزيز وبين الأبطال من أجدادكم وآبائكم .ولقد وفى الملك بوعده كما وفيتم بعهدكم ..) كما أوضح : (ومنذ ذلك الحين والدولة تعتز بنجران ومواطنيها وفرسانها ) وأكد بشكل قاطع ( إن الذين حاولوا الدس بين الدولة وأبنائها في الماضي فشلوا فشلا ذريعا وسوف يكون الفشل حليف كل ما يحاول الدس في المستقبل إن شاء الله). يذكر أن نجران تعتبر آخر منطقة انضمت للكيان السعودي الناشيء آنذاك على يد الموحد الملك عبدالعزيز عام 1353ه . و كان ثّمة معاهدة تاريخية بين أعيان نجران والملك عبدالعزيز تقضي بإنضمام نجران للدولة السعودية التي اصبح اسمها رسميا في ذلك الوقت المملكة العربية السعودية . ومنذ ذلك الوقت حتى زيارة الملك عبدالله كان ثمة إشكالات ذات بعد مذهبي تنشأ ثم لا تلبث أن تنتهي بحسن تعامل القيادة الحكيمة و بحب المواطنين لوطنهم . وحين كان مشعل بن عبدالله يأتي أميرا لنجران ، تأكد للنجرانيين أن ما قاله ملكهم في زيارته لهم سيتحقق (.. وأبشركم أن نجران وأهلها مقبلة بإذن الله على مرحلة من النمو و الإزدهار ..) فها هو يعيّن أبنه أميراً عليهم . اليوم وبعد أن انتهت أربع سنوات وأحد عشر شهراً يودّعهم أميرهم الشاب ( بشير الخير ) مشعل بن عبدالله ليستقبلهم حجاجاً لبيت الله العتيق في مكةالمكرمة حيث تم تعيينه أميرا عليها . والنجرانيون لا يزالون منشغلين منذ لحظة إعلان الخبر حتى اللحظة في حين لم يتبّد لهم الشخص الذي سيحل محل بشير الخير مشعل ، الذي كان حريصا على إبراز الوجه النجراني في الإحتفالات الوطنية وفي عزيمته و إصراره على أن تكون نجران حاضرة إقتصادية في العمق الجنوبي للمملكة ، وأن يترجم فعليا ما قاله والده الملك عبدالله (وأبشركم أن نجران وأهلها مقبلة على مرحلة من النمو والإزدهار..) ولأن لا أحد حتى اللحظة سمّي أميرا على نجران فإن التكهنات على وسائل التواصل الإجتماعي زادت بشكل كبير و تم تسمية ما لا يقل عن خمسة أمراء على الأقل ، بيد أن المصادر الرسمية علّقت بالصمت ما يعني أن خبر إعلان أمير نجران القادم غير معروف حتى الآن . وسيكون بلا شك وكيل إمارة نجران محمد بن دليم القحطاني اميراً مكلفاً . نجران نيوز ستسعى في تقرير قادم لتغطية ما قدمه أمير نجران السابق مشعل بن عبدالله لها ، و ما لم يسعفه الوقت لفعله وما كانت أوجه القصور فيه ، وستحاول أن تحدد النقاط الأكثر أهمية التي ستواجه أمير نجران القادم .ونسعد بتعليقات القراء للمشاركة في هذا التقرير.