ما زال أهالي قرية المرقاب بمحافظة ثار "120 كلم شمال مدينة نجران"، يتذكرون الحادث المروع الذي وقع في قريتهم قبل عدة أشهر، وراح ضحيته حرقا 8 أشخاص، لعدم التمكن من الاتصال بالجهات المعنية لمباشرة الحادث في الوقت المناسب. ولا يزال هذا الحادث عالقا في أذهانهم، معلنين استمرار مآسيهم في مباشرتهم لتلك الحوادث بجهود ذاتية بسبب عدم وجود أبراج الجوال بالقرية والتي تمكنهم من الاتصال بالجهات المعنية. وبحسب صحيفة الوطن قال المواطن هادي ذيب إن الحاجة ملحة لتشغيل خدمة الهاتف المحمول في القرية، نظرا للمواقف الطارئة التي يتعرض لها الأهالي وعابرو الطريق الذي يربط عددا من المحافظات والقرى والهجر بمنطقتي نجران وعسير، حتى أصبح استخدامهم للهاتف المحمول يقتصر على ممارسة الألعاب الإلكترونية وتخزين الأرقام مما جعلهم في عزلة تامة، مشيراً إلى أنه يقع بقريتهم تقاطع خطر أسموه "تقاطع الموت" لكثرة الحوادث في هذا الطريق، والتي لا تتم مباشرتها إلا بعد مضي وقت على وقوعها بسبب عدم توفر خدمة الاتصال. وأكد أنهم تقدموا مراراً للجهات المعنية للمطالبة بإيصال الخدمة ولم يجدوا أي تجاوب. فيما أشار قبلان آل راكة، إلى أنهم يعيشون في عزلة بسبب عدم توفر خدمة الاتصالات كالهاتف الثابت والجوال، مؤكداً أنهم يقطعون مسافات طويلة عبر الطرق الوعرة للاتصال بالجوال، فيما اضطر عدد من سكان القرية إلى شراء جوال الثريا للاتصال بأقاربهم من وقت لآخر رغم تكلفته الباهظة، وكذلك للاتصال بالجهات ذات الاختصاص في حال وقوع حادث بقريتهم، التي كثرت بها الحوادث مؤخرا، بعد أن تم الانتهاء من مشروع الطريق الجديد الذي جعل قريتهم تتوسط عددا من محافظات المنطقة الشمالية. من جهته، أبلغ محافظ ثار إبراهيم الشهري، إمارة منطقة نجران بخطاب رسمي- حصلت "الوطن" على نسخة منه- بمضمون شكوى تلقاها من أهالي المرقاب، تتضمن رغبتهم في وضع برج للاتصالات لتسهيل عملية الاتصال في حال وقوع حوادث على الطرق التي تربط القرية بالمحافظات الأخرى. وفي المقابل، أوضح مصدر مطلع بالاتصالات السعودية في نجران، أنه تم رفع طلب لقسم التخطيط بشركة الاتصالات السعودية لتغطية الطريق الرابط بين الحصينية ويدمة الذي يمر بقرى الساري والسبيل والمرقاب في أقرب فرصة، مؤكدا أنه تم اعتماد المشروع ضمن مشاريع عام 2012م.